
في يوم الأربعاء الساعة ١٢ م غادرنا طبرجل إلى زهوة وهي بعد لينة وصلنا الساعة ٥ إلى زهوة ونمنا بعد العشاء بساعة تقريبا وصحينا س ٣٠ ٤ فجرا وزميلي قبلها بساعة ومشى تقريبا كيلو على رجليه، فهو يحب التأمل في ملكوت الله، يرقب النجوم في السماء، ويفضل البعد عن صخب المدنية وضجيج الأحياء. وهناك صنادق بياعة، تجد فيها بعض ما في البقالات.
في تمام الساعة ٢٠ ١٠ دقيقة ص غادرنا إلى لينة مررنا بقرية لوقة بعد فياض الهبكة وصلنا رفحاء س ٣٠ ١ م الخميس ومررنا بهجرة حدقة الجندة
ثم هجرة قيصومة فيحان.
ومن النباتات التي وجدناها هناك: الإقحوان والسعدان والربلة والخزامى والصفار، وأخرى هي الجعدة، وزميلي لديه ظن غالب بأنها الجعدة، لكنه لم يتيقن بعد، وأنا أظنها العترة، وهي مسماها في أرض الحجاز، بالتحديد عندنا في ديار المدينة المنورة، في وادي الدوداء جنوب غرب المدينة بستين كيلا تقريبا.
وهناك شجر الطلح، بعضه طبيعي، وبعضه مستزرع.
ووجدنا قرى كثيرة، بعضها بيت أو بيتان، بين جبال ونفود، وتعجب من هؤلاء كيف يسكنون في خلاء، لكنه الإنسان، طبعه معقد للغاية، ويتكيف مع الظروف والأحوال المختلفة، ومن أراد الاستزادة من المعرفة بطبيعة المدن والقرى وطبيعة الإنسان وتكيفه؛ فليطالع (مقدمة ابن خلدون)، وغيرها من الكتب ذات الصلة، فسيقف على علم جم، وتحقيق متين، يرى كيف أن الإنسان مدني بطبعه، وفي الوقت ذاته يعشق الخلوة والخلاء، متناقضات كثيرة في هذا الجرم الصغير، الإنسان الذي أطلق الصاروخ، واكتشف الذرة، وصنع السيارة والطيارة، الإنسان الذي تهده الكلمة، وتخدره اللمسة، الإنسان الذي أكرم الحيوان وأهان الإنسان، الإنسان المتمرد على الفطرة، والإنسان التقي النقي الخفي، والإنسان الحليم الشجاع العفيف، والإنسان الغضوب الجهول الجبان الرعديد المتهتك، الإنسان الجبلي، والإنسان الصحراوي، والإنسان الحضري، والإنسان المدني، والإنسان الغني، والإنسان الفقير، وهلم جرا.
ويوم الخميس نمنا بين عذفاء والروسان، المسافة إلى سكاكا مئة وثلاثون كيلو تقريبا، ساعة ونصف تقريبا وكانت خطبتي في سكاكا في جامع الطوير، وغداؤنا عند بحيرة دومة الجندل وهي بحاجة ماسة جدا جدا جدا إلى إنعاش، فليس هناك دبابات بحرية، والعمل جار على تطوير الشمال حسب (رؤية 2030) وغيرها من الجنوب والوسطى والشرقية والغربية.
وحسب ما سمعت في إذاعة القرآن الكريم أن هناك ميزانية مرصدة للشمال تقارب سبعين مليار ريال سعودي لإحياء مساجد قديمة، وترميمها، وكذلك ما يتعلق بالأنشطة الرياضية والسياحية والثقافية، والبنية التحتية، وهي فعلا كذلك تحتاج إلى تطوير كبير جدا.
مسافة الرحلة كاملة تقريبا ألف وثلاث مئة كلم.
للتواصل مع الكاتب Abdurrahmanalaufi@gmail.com