
بقلم / خالد وهيب / مكة المكرمة
خيار الناس من يألفون ويؤلفون ، والأستاذ أحمد الأحمدي ( أبو معن ) مدير مكتب صحيفة البلاد بمكة المكرمة ، أحسبه منهم ، والله حسيبة ولا أزكي على الله أحدا .
وكل من يعرف ( أبو معن ) يثني عليه ويشيد بنبل أخلاقه ونقاء سريرته ، ولا يمل أحد من أصحابه من المجلس الذي يكون متواجد فيه وتجد الجميع مستأنس بوجوده .
والسمه التي رأيتها في ( أبو معن ) في أي مجلس يتواجد فيه ، يستمع أكثر مما يتكلم ، وإن تكلم ، تكلم بالمختصر المفيد .
أما على نطاق النضال الإعلامي ، فإنه يعد من الصحفيين المكيين المخضرمين ، وفي مشواره الصحفي الذي يقارب ال 4 عقود من الزمن ، برز اسمة في العديد من الصحف التي عمل فيها ، ناهيك عن سلسلة المؤلفات التي أصدرها وهي : ( عاتق البلادي العالم الموسوعي ) ، و ( ثلاثون عاماً بين العمل الصحفي والإداري ) ، و ( بيتنا الواحد ) و ( محطات .. في حياتهم ) ، و ( بداياتي كانت من البادية ) ، و ( طاشا بين الماضي والحاضر ) .
و ( أبو معن ) لم تستهويه تقنية التكنولوجيا ، التي جعلت جل الصحفيين القدامى يستغنون عن كتابه المادة الصحفية على الورق ويستبدلونها بالكتابة على لوحة مفاتيح جهاز ( الكمبيوتر ) المكتبي ، والذي تطور بعد ذلك إلى أجهزة محمولة ، إذ أنه ظل متمسكا بالكتابة على الورق بخطه الجميل ، كروحه الجميلة ، وإرسال المادة عبر جهاز الفاكس.
والمادة الصحفية التي تحمل أسمه ، يستمتع القارئ بها ، لا سيما وأن ( أبو معن ) له أسلوبه الإبداعي في الصياغة ، وعن نفسي استفدت وتعلمت منه أشياء كثيرة خلال عمله في صحيفة الجزيرة .
وأخر مرة إلتقيت فيها بالأستاذ أحمد الأحمدي كانت قبل جائحة كورونا ، وتحديدا في ( جمعة الود والمحبة ) التي رتب ونسق ودعاني لها الأستاذ الفاضل والإعلامي المخضرم / فهد العويضي ، وتشرفت بحضورها مع شقيقي الأكبر ( سليمان ) وكان يتواجد فيها عدد من الزملاء الإعلاميين ، في مقدمتهم ( أبو معن ) الذي كان قبلها بعدة أشهر تعد على أصابع اليد الواحدة قد عاد من رحلته العلاجية في العاصمة ( الرياض ) ، والأستاذ توفيق نصر الله ، والأستاذ حسن الحجاجي ” الصحفي الخفي ” ، والأستاذ نابغ الصاوي ، والأستاذ أحمد مكي ، والمؤرخ رمزي العتيبي ، والأستاذ عثمان مدني ، وحكواتي الحجاز خالد زيني .
وبعد المناسبة كنت أتواصل مع أبو معن عبر رسائل الواتس ، وفجأة انقطعت رسائله ، وعلمت بعدها أنه تعرض مجددا لعارض صحي ، وحرصت على الإتصال به من أجل الاطمئنان عليه ، ووجدته صابرا محتسبا حامدا الله وشاكرا له ، وعلى الرغم من ظروفه الصحية كان يسأل عن حالي وأحوالي وعن حال شقيقي سليمان .
شفاك الله وعفاك يا أستاذنا الكريم ، ومتعك الله بالصحة والعافية ، وجعل ما أصابك رفعة في درجاتك .
قبل الختام .
إذا واجهتك أزمة ، ووجدت الناس يلتفون حولك ويسألون عنك ، اعلم يقينا أن ذلك من أثر محبة الله سبحانه وتعالى لشخصك .