
ركبتُ الشعرَ يا وجعَ المشاعر
على موجِ الندى والبحرُ وافر
ستحملني القوافي في طريقي
وتؤنـسُني المعاني و الخواطر
رأيتُ الأمةَ الحيرى دهاها
من الأهوالِ ما أدمى المحاجر
فهانت بعد عزتِها وذلت
يدٌ تحتلُـها ويــدٌ تحاصــر
هنا قتـلٌ هنـا مـرضٌ وفقرٌ
هنا جهلٌ هنا كلُّ المخاطر
سمعتُ رأيتُ أقرأ كلَّ يومٍ
متى يا دهرُ ترحم قلبَ شاعر
تَفرقْنا تَناحرنَا وكُنا
أعزَّ الناسِ أقواهم أواصر
لقد كُنّـــا نعم كنّـــا وكنّـــا
عمَرنا الأرضَ شيدْنا الحواضر
خيوطُ الشمسِ نغزلُها شراعاً
وتأتينا السحابُ ولا نسافر
ونلتقطُ النجومَ ولا نبالي
أكابرُ مِن أكابرَ من أكابرْ
خيولُ النصرِ تفتحُ كلَّ باب
فلا بحرٌ يحدُّ ولا مَعابر
نسِينا ما نريد وكيف كنا
وألْـهَتنا التوافهُ والمظاهر
وصرنا كالنعاجِ تُساق سَوقا
إلى سوقِ النخاسةِ والمجازر
أضَعنا الدينَ والدنيا اختلَفنا
على باب النوافلِ والصغائر
ونُمنا نومَ أهلِ الكهفِ لكن
بغيرِ فُـتـوّةٍ وبلا ضمائر
ولو شئنا الحياةَ ففي يدَينا
دليلٌ ما تعثّـرَ فيه سائر
سنرجِع أمةً أقوى وأنقى
وتُشرِقُ شمسُنا واللهُ قادر
سنرجع أمةً كنجومِ ليلٍ
وشمسِ صَبيحةٍ وسحابِ ماطر
أرق من النسيمِ إذا رَحمنا
وإن طِبنا فأطيبُ من مَباخر
يُقبّل كفّنا الميزانُ عدلا
وتأنسُ بين جنبينا الضمائر
هنا حامي الحمى وهناك باني
هنا حقلُ المواهبِ والكوادر
ربيُع العز أزهرَ واتّحدنا
وزالت عند يقظتِنا المخاطر
إلى دربِ النهوضِ نعم نهضنا
بوثبةِ قسورٍ وجناحِ طائر
نهوضَ الواثقين ونحن أهلٌ
لعَودَتِنا على كلِّ المحاور
رسمنا حلمَنا هدفاً وسرنا
وبَلْسَمْناك يا وجعَ المشاعر
للتواصل مع الشاعرة – 0503028396