
عندما كنتُ طفلة ، كنتُ أعشق المدرسة بفضل الله ثم فضل والدي معلم لغة عربية ، حفظه الله ورعاه ، كانت أسرتنا مهتمة جدا بالتعليم لأن ؛والدي معلم حريص ،وقدوة لنا في انضباطه في عمله وتميزه ، عُرِض عليه كثيرا أن يكون مشرفا لكنه أبى وامتنع ، فهو يريد أن يكون معلما يُشار له بالبنان ، في تنشئة جيل محب للغة العربية وقبل ذلك يريد أن يكون معلما و مربيا للفضائل والقيم، وهو أيضا حريص كل الحرص على انضباطنا وعدم تغيبنا إلا في أقسى الظروف ، فنشأنا أنا وإخوتي على حب العِلم فكانت الأسرة جميعها معلمين ومعلمات ، حريصين كل الحرص على الانضباط ، والمدرسة بالنسبة لنا عشق وحب وحضور مميز وإيجابية ، إنني أندهش اليوم عندما أجد تسيب الطلبة والطالبات في عدم الحضور؟!.
يجب أن يدركوا أهمية الانضباط في زرع الثقة بالنفس والتميز والإيجابية فيمن حولك ، وعندما تحصد على الكثير من الجوائز والتفوق فأنت حتما منضبط ، فالتفوق : ليس حضا بل هو نتيجة حتمية للانضباط ويجعلك قدوة لزملائك في الإيجابية ويخلق لديك شعورا بمدى احترام القوانين والقيم ، وكلنا ندرك بأن الناجحين والمبدعين والموهوبين كان الانضباط سمة من سماتهم وكان هو الدافع القوي لنجاحهم و كانوا ومازالوا زندا مشحونا بالذكاء والعلم والمعرفة والثقافة ولم يحصل ذلك بمحض الصدفة إنما السبب هو الانضباط والحرص على عدم التغيب والتسيب ، وهؤلاء الطلبة أثروا تأثيرا إيجابيا في أصدقائهم ، لسان حالهم يقول : نعم للحضور … لا للغياب.
لذلك أوجه رسالتي لأولياء الأمور: ساعدوا أبناءكم على تنظيم الوقت ، وحفزوهم بالحضور وأوقدوا الهِمم واتخذوا الدين الإسلامي منبعا لحب العمل، وترك اليأس والملل، والتقاعس والكسل .عرفوهم بأهمية الانضباط ، كونوا في حزم وشدة وعدم تهاون لأن ؛ التغيير ينبع منكم.
وبعد ذلك يأتي دور المَدرسة في توعية الطلاب والطالبات بأهمية الانضباط وتفعيل مجلس الآباء والأمهات وتكريم المنضبطين و المنضبطات لكي ؛ نشعل الحماس و التغيير والشغف بحب المدرسة والحضور المميز.
ورسالتي للطالب والطالبة كونوا جيلا صالحا يُنتفع به ، جيلا مميزا بالجدية وعدم التنمر على القوانين واحترامها والعمل بها لكي ؛نخدم ديننا ووطننا فهو يستحق منا الكثير من العطاء والإيجابية ، كيف نرد لهذا الوطن المعطاء الولاء والعطاء والحب والتعاون ؟! إلا بتضافر الجهود ونكون شعبا مطيعا متعاونا محبا لدينه ووطنه
قال الشاعر :
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشك الزمان فما شكا إلا الكسول
وانهض بهمتك السبيل ولا تقل كيف السبيل ؟!
السبيل هو حسن التوكل على الله ثم الصبر والإرادة الحازمة الحكيمة والشخصية التي لا تهتز للرسائل السلبية بل تمضِ قدما نحو العلياء والمجد والسمو والرفعة.
للتواصل مع الكاتبة faiza11388