القضية أصبحت رأي عام الشارع المغربي .
الكفاح نيوز – نزهة الإدريسي – المملكة المغربية
في اوائل خريف سنة 2019 ، ابت الأقدار الا أن تعاكس خريف عمر الفنانة المغربية لطيفة رأفت و تهبها طفلتها الأولى بعد طول انتظار وهي تناهز الخامسة والخمسين من العمر. وكان الحدث مفاجأة سارة لكل معجبيها وعشاقها. و شغل الرأي العام المغربي والعربي . خاصة السيدات المتقدمات في العمر اذ تجدد لديهن الأمل في الإنجاب و عدن لطرق أبواب الرجاء. كما سعين بكل قوة لفهم ما جرى مع المطربة المتألقة هل هو من أثر الثورة العلمية التي باتت تتحدى الطبيعة ام ان الأمر هبة الهية اكرمها الله بها وهو الوهاب يهب من يشاء بغير حساب. وكذلك صرحت الفنانة ودموع الفرح تتلألأ من عينيها الجميلتين وقد افسد البعض عليها فرحتها بتساؤلات و حكايات لا تخلو من ارتياب و تشكيك في حملها وهي بتلك السن !!
وبعد مرور ثلاث سنوات من الأمومة السعيدة ، ابت السنة الشر الا ان تعود لتفسد عليها فرحتها اذ طلعت سيدة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي ان الفنانة الجميلة لطيفة رأفت ليست الام الحقيقية للطفلة لا نها ثمرة مبيضها الذي سرق منها ليزرع في رحم المطربة و بدأت بتهديدها ومطالبتها بالابنة والا ستضطر لسرقتها منها .
في البدأ لم تعطي الفنانة لطيفة لادعاءات هذه السيدة اي اهتمام لكن ومع احتدام اللغط خرجت الفنانة عن صمتها وأكدت انها لا تعرف السيدة و لا الدكتور الذي ادعت السيدة انه خدرها و سرق مبيضها ولا علاقة لها بهذه القضية تماما وحتى تتكشف الحقيقية للرأي العام وضعت الفنانة لطيفة قضيتها بين يدي القضاء.
و الى حين صدور الحكم القضائي في هذه القضية مازال الرأي العام المغربي يستفتي اهل العلم من اطباء و فقهاء في هذه النازلة وجل الآراء تذهب لصالح الفنانة طبيا يرى كل الذين استطلعت آراءهم من الاطباء انه لا يمكن إجراء عملية نقل مبيض سيدة لأخرى الا في ظروف معقدة داخل مستشفى او مصحة تتوفر على المعدات اللازمة وليس بتلك الطريقة التي ادعتها هذه المدعية ان العملية اجريت بشقة بعد تخديرها رغما عنها .
اما راي الفقه فيحرم ذلك اطلاقا لما ينتج عنه من اختلاط في الأنساب حسب رأيه وهنا يضع مساواة بين مبيض المرأة و السائل المنوي للرجل بحيث هنا ينسب الوليد للرجل المخصب لان العملية تتوقف عند هذا الحد وهذا جائز ومعقول، اما بالنسبة للمرأة فالأمر يختلف اذ لا يتوقف عند التخصيب بل انها تستمر في العطاء من جسمها ونفسيتها الى آخر لحظة من تكوينه وخروجه للحياة لكن ان استعرضنا قضية سابقة حصلت بإحدى الولايات الامريكية تم فيها استئجار رحم كامل في جسم امرأة تم تلقيحه بالسائل المنوي لزوج حتى تنعم زوجته بالأمومة، وبعد ان انجبت السيدة المستأجرة عدلت عن اتفاقها وقررت الاحتفاظ بمولودها فحكمت المحكمة الامريكية لصالحها بعد مشاورات مع رجال الطب والعلم و رجال الدين و كان الرأي الإسلامي آنذاك لصالح من ولدت استنادا للآية الكريمة من سورة المجادلة الآية 2
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.
الجدال و الحراك الفكري المجتمعي على اشده بالمغرب و مطالبات بتوضيح الأمر للرأي العام لان القضية تهم الأنساب كما معاقبة الجانية او المدعية حين الحسم في القضية بأشد العقوبات.