يُسقونهم شهد الحديث ، ذلك الشهد المكنون ، المخمّر لهن فقط ،حتى إذا ما حجبوا الرؤيا عن سواهم ، ولا نبض القلب إلا لرؤياهم.
وغدوا لا يسمعون إلا أصواتهم ولا يتذكرون إلا ملامحهم، ولا يسرحون إلا بطيفهم ،و افترشوا لهم من حنايا
القلب متكأ ،ومنزلا ، واسعا ذو اسقف عالية ، وظلالا من الضلوع عليهم دانية.
غابوا وبادلوا الاحسان بالجحود واتخذوا النكران ً ثم الهجر والصدود .
حينها تضيق دنياكم و ينطفئ نور كل مكان ليسوا فيه معاكم.
سؤالي لكم :
هل تأخذون قيمتكم من الآخرين أم من أنفسكم ؟
إن وجود الآخرين في حياتنا له أهمية كبرى ، بل كيف يشعر الإنسان بنفسه بدون الآخرين ؟؟
هم في حياتنا ونحن في حياتهم، لنتشارك ،الشعور ،والوجدان ،
نتشارك الطريق ،والرحلة ،نتشارك الأفراح ،والأحزان.
فلا جمال لمشاعر الفرح ،بدون الحبيب ، ولا يُهوّن علينا مشاعر وحشة الطريق ، إلا مشاركة الرفيق ،ولا يخفّف عنا
مشاعر الآلام ،والأحزان ،إلا مشاركة الخلّان.
مشاركة وليس احتياج.
فالفارق كبير بين هاتين الجملتين بأن نقول (نحتاجكم في حياتنا) أو نقول (نرغب أن تكونوا في حياتنا)
وربما يرتفع( الإيجو ) لديك عزيزي القارئ وتقول بكل كبرياء لست بحاجة إلى مشاركة الآخرين.
وهنا يجب أن تجيب بكل شفافية على السؤال السابق واكرره هنا :
كيف يشعر الإنسان بنفسه بدون الآخرين؟!!!!
لكن لن تنتهي حياتكم إذا لم يعودوا هم فيها ، ولن تشعروا بالضعف ،إذا هم لم يغدوا كل شي في حياتكم ،لن تتوقف
الدنيا ،إن اختاروا أن يسلكوا طريقاً لا يؤدي إليكم. أو جاز لهم متكأ آخر أكثر راحة وسلام .
لهم حرية اختيارهم ،ولكم اختياركم ويغني الله كلا من فضلة.
ليس معنى ذلك أن يعيش الإنسان بمعزل عن العلاقات فالآخرين مرآة تعكس ما وصلنا إليه وفي أي مرحلة نحن.
لكن لا تتخذون قيمتكم من الآخرين أي من الخارج ،قيمتكم تُصنع من الداخل ، من حبكم لذواتكم وثقتكم بأنفسكم.
لا تفرطوا بالعطاء ،ولا تجعلوا الآخرين هم محور حياتكم ،توازنوا في العطاء قدموا خطوة ،وانتظروا إثنان أو ثلاث من الآخرين ،لا تُهرولوا ، فتسقطوا على رؤوسكم ، بل وامشوا على سكينة.
يقولون : أن أكبر مسبب لقلق الإنسان هو شخص آخر. برأيكم هل الإفراط في العاطفة عاصفة!!!!؟؟؟ واخيرا أقول إن لذة العطاء في القليل، لا تفرطوا في العطاء في العاطفة فبعض العطاء يولد الحسايف.
دمتم بخير وسلام داخلي.
للتواصل مع الكاتبة mahrosgahda@gmail.com