ليعلم الذين يزايدون على السعودية فيما يتعلق بقضية فلسطين:
لو أصغى قادة العرب يومها لنصيحة الملك عبد العزيز آل سعود، بترك الفلسطينيين يقاتلون المحتل لوحدهم، مع توفير كل ما يحتاجونه من دعم، لما بقيت دولة الاحتلال حتى اليوم؛ لأن تدخل العرب دفع الغرب لتوفير دعم كبير للاحتلال، تجاوز الدعم لدرجة التَّبني.
لاسيما أن الملك عبد العزيز، كان أكثر الزعماء فهماً وإدراكاً لقضية فلسطين، بشهادة الرئيس الأمريكي روزفلت الذي قال: (لقد فهمت عن قضية فلسطين من الملك عبد العزيز خلال خمس دقائق فقط، ما لم أستطع فهمه من قراءة عدَّة كتب).
ومع هذا، لأنه رجل ينزل على الرأي الغالب في الشورى، أرسل جنوده للمشاركة في المعارك ضد الصهاينة إلى جانب الجيش العربي، فروت دماء الجنود السعوديين الطاهرة أرض فلسطين الحبيبة؛ وسمِّيت شوارع فيها باسم بعضهم.
ثم ليعلم المزايدون أيضاً أن الملك عبد العزيز كان أول زعيم عربي يؤسس لجنة خيرية لدعم فلسطين، بل أكبر لجنة على الإطلاق، برئاسة ابنه الأمير محمد، وما زال أبناؤه وشعبه يهبون لدعم فلسطين كل حين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يوم كان أميراً لمنطقة الرياض. وستظل كذلك حتى يستعيد الأشقاء في فلسطين أرضهم السليبة.
هذا على الصعيد الشعبي، أما على الصعيد الرسمي، فالدولة السعودية هي أيضاً أكبر داعم لفلسطين بين سائر الدول العربية والدول الإسلامية.
وليس في هذا منَّة على أحد، بل تراه السعودية واجباً تجاه أخوة العقيدة والدم.. وعلى كل حال، مهما ولغ المزايدون في جهد السعودية تجاه الأشقاء والإخوة، ستظل السعودية رائدة المسلمين إلى الأبد إن شاء الله، وخيمة العرب أجمعين، لن يثبط عزمها غلو مزايد هنا أو هناك، وبالمقابل لن يطربها ثناء مادح شرقاً أو غرباً، لأنها دولة رسالة، تدرك جيداً واجبها تجاه رسالتها، وليست في حاجة لأحد لكي يذكرها بدورها أو يحدد لها طريقاً تسلكه في هذه القضية أو تلك، ليس هذا فحسب، بل أصبحت السعودية نفسها دولة حاسمة على مسرح السياسة العالمية برمتها.
للتواصل مع الكاتب a1020217889@gmail.com