أما في الجانب الاجتماعي، فقائدنا إلى المعالي سلمان رائدٌ، كما مقامه السامي الكريم في كل جوانب الحياة، إذ إنه حاضرٌ دوماً في أفراحنا وأتراحنا وكل مشاكلنا؛ فهذا مواطن عادي يقول إن الملك سلمان حرَّر القيود من باب دكانه قبل (65) عاماً، وذاك آخر يصيح في الملأ بأعلى صوته: (والله ما يردني إلا سلمان). وهذا هو سلمان نفسه، يجود بدمه الغالي الطاهر الزكي للمحتاج، فقد تبرع للسعوديين بالدم (12) مرة، فنال ميدالية الاستحقاق.
أما وفاء سلمان، الذي تقاصر عنه كل وفاء، فيعجز الإنسان عن وصفه؛ فها هو في وفائه لرسالة والده: (الملك عبد العزيز لم يهدف إلى توسيع الملك لأجل الحكم، بل لخدمة دينه وشعبه والمسلمين). أما تجاه إخوته، فقد تجاوز سلمان علاقة الأخ بأخيه ليجسد مفهوم الجسد الواحد؛ فها هو يبرز جانباً من حياة أخيه الشهيد الفيصل، يوم استشهاده: (لقد سخَّر الفيصل قوة بلاده للتضامن الإسلامي، وترك أُمَّةً تعلو فوق أحزانها، وتؤمن بالله وتصبر على البلوى). ويشهد لأخيه الملك خالد، ولا يزكيه على الله: (الملك خالد مؤمن صادق في إيمانه، قائد حكيم محبٌّ لشعبه، وملك متواضع في هيبته). ولا أحد منَّا نحن السعوديين ينسى ملازمة قائدنا سلمان لشقيقه الفهد في مستشفى الملك فيصل التخصصي لأكثر من عام، حتى انتقل إلى جوار ربِّه، فودعه بالإيمان بالله نفسه والصبر على البلوى اللذان ودع بهما الفيصل من قبل. ثم يلازم شقيقه الأمير سلطان توأم روحه في رحلة علاجية طويلة خارج المملكة، ويصفه بأنه كان جمعية خيرية بذاته، مؤكداً: (لم أرَ منه جزعاً أو خوفاً، ولم تفارقه ابتسامته المعهودة، وكان مؤمناً أشد الإيمان بقدر ربِّه). بل أكثر من هذا: يكتب للجهات المختصة، استجابة لشكوى تقدم بها أحد الإخوة العمال البسطاء من الوافدين: (استدعوا كفيل العامل فلان، واستوفوا له حقه كاملاً من كفيله حسب النظام، وتبقى كفالة العامل على الدولة حتى يكمل أطفاله عامهم الدراسي هذا).. فلله درَّك أبا فهد، نجم السعد، شقيق الفهد.
ولهذا كله وغيره كثير مما يضيق الوقت عن سرده ولا يتسع المجال لنشره، لا غرو إن حصل مقامه السامي الكريم، حتى قبل أن يعتلي سدة الحكم في بلادنا الطيبة المباركة هذه، على أثمن الجوائز، وأرفع الأوسمة والأوشحة والميداليات والدروع والزمالات، وشهادات الدكتوراة الفخرية من أشهر الجامعات وأعرقها، محلياً وإقليمياً وعالمياً، من دول ومنظمات أممية في مجالات كثيرة مختلفة، من نصرة الإسلام والمسلمين، إلى الخدمات الإنسانية والاجتماعية، الكفاية الفكرية، الحد من آثار الفقر في العالم، تحسين مفهوم الثقافة الإسلامية، الاهتمام بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والأيتام، تشجيع البحث العلمي، لاسيَّما في مجال الإعاقة، دعم التعليم، إسهاماته في مجال العلوم… إلخ.
أجل، ذاك هو قائدنا نحو المعالي سلمان، الذي كان ملكاً غير متوج طيلة حياته العملية حتى قبل أن يعتلي سدة الحكم في بلادنا. وقد عُرِفَ عنه حتى اليوم إنه ليس لديه عطلة من خدمة الناس، إذ يتجاوب معهم حتى في أثناء إجازته والعطلات الرسمية.
أما اليوم، وقد أصبح حادياً لركبنا، قائداً لقافلة خيرنا القاصدة إلى الأبد إن شاء الله؛ فمثلما رأينا بصمة مقامه السامي الكريم راسخة في كل الإنجازات الحضارية في مدينة الرياض، ها نحن نرى اليوم بصمة عمله وإنجازاته وإبداعاته التي أعجزت كل لسان في الوطن كله، من شرقه حتى غربه، ومن شماله حتى جنوبه؛ إذ حقق لبلادنا نهضة تنموية شاملة، جعلتها شامة بين الأمم، ووضعتها في قلب اهتمام العالم شرقه وغربه، بما فيه تلك التي تدعي العظمة، التي كثيراً ما فاجأتها سياسة سلمان وحكمته ودبلوماسيته، وحزمه وعزمه وحسمه، بل أحياناً سيفه وخيله الجامحة إن لزم الأمر، فلم تعد تلك الدول (العظمى) تستطيع اتخاذ قرار، لاسيَّما فيما يتعلق بسياسة المنطقة واقتصاد العالم، إلا بعد أن تشد الرحال إلى عاصمة عبد العزيز، طلباً للرأي السديد عند شبيهه خَلْقَاً وخُلْقَاً، قائدنا إلى المعالي سلمان.
للتواصل مع الكاتب a1020217889@gmail.com