بقلم / خالد وهيب / مكة المكرمة
استوقفتني كثيرا صورة تغريدة قديمة تم تناقلها مؤخرا في بعض قروبات ( الوتساب ) ، للزميل المؤرخ رمزي العتيبي ، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات الصغيرة ( تويتر ) ، تخص أستاذنا القدير عبدالله القرشي ( أبو نوف ) ، مكتوبة بالنص التالي : [ أشجع الأقلام الحرة الذي نزف بمحبرته أعواما خالدة لمصلحة نادي الوحدة ، وآن الأوان من إدارة النادي التقدير والمبادرة لتثمين تضحيات أبو نوف ، أستاذ الأجيال التربوي عبدالله القرشي ] ، ودعم حبيبنا رمزي أنذاك التغريدة ب 3 صورة من أرشيفه التاريخي عن ( أبو نوف )
وبالرغم من أن التغريدة مضى عليها أكثر من عام بحسب تاريخ النشر ، إلا أننا لم نسمع ، أو حتى نلمس عن وجود أي مبادرة من قبل نادي الوحدة لتكريم الأستاذ القدير عبدالله القرشي أو غيره من الإعلاميين القدامى الذين أفنوا زهرة شبابهم في مجال الإعلامي الرياضي وكان شغلهم الشاغل البحث عن أخبار النادي المكي العتيق ، الذي كان ببيتهم الثاني ، إذ أنهم كإعلاميين من الزمن الجميل ، كانوا يتواجدون في أروقة وملعب النادي بشكل شبه يومي من أجل نقل أخباره ، وكان كل من في النادي يعرفهم حتى أن الجماهير تعرف إشكالهم وتحفظ أسمائهم جيدا ولأي الصحف ينتمون ( طبعا أنا أتحدث عن زمن ما قبل ظهور الجوال ، و – الأنترنت – وتطبيقات التواصل المختلفة ) ، ذاك الزمان الذي كان فيه الوصول للمعلومة يحتاج إلى جهد مضاعف من الإعلامي للبحث عن الخبر الذي ينقله لصحيفة التي يعمل بها.
حقيقة إلى الأن لا ( أدري ) ما هو سبب ( تهميش ) الإعلاميين الرياضيين القدامى من قبل الإدارات التي تعاقبت على إدارة شؤون نادي الوحدة ، بالرغم من دورهم الملوس في خدمة النادي من خلال نقل أخباره ، حتى أن بعض الإعلاميين القدامى ممن ساهموا في إبراز أخبار النادي ، رحلوا عنا ولم نسمع أن النادي ذات يوم كرمهم وهم أحياء ، تقديرا لجهودهم في خدمة النادي إعلاميا.
فعلا الأمر غريب ، وهل يحدث ذلك مع الإعلاميين الذين ينقلون أخبار الأندية الأخرى ، أم أنه يحدث فقط في نادي الوحدة.أتذكر أستاذنا القدير غازي السريحي ( أبو عبدالله ) رحمه الله – الذي خدم النادي إعلاميا ، وأتذكر ( عميد الصحفيين ) ، الأستاذ القدير عبدالله حسنين – رحمه الله – الذي كان من المهتمين بالنادي ويعشقه حتى النخاع وكان لا يفوت أي مباراة ل ( فرسان مكة ) ، رحل الإثنين ولم يحظيا بشرف التكريم في حياتهما ، أو نسمع بتكريمهما بعد مماتهما مثل ما هو متفشي في مجتمعاتنا !!
بإختصار الأستاذ القدير عبدالله القرشي هامة إعلامية كبيرة يستحق التكريم من قبل إدارة نادي الوحدة نظير عطائه الإعلامي المميز فهو من أكثر الإعلاميين الذي ارتبط إسمه بنادي الوحدة من خلال تغطيته لأخبار النادي لأكثر من 3 عقود ، ناهيك عن أنه كان في يوم من الأيام يترأس اللجنة الإعلامية النادي ، وكان دوره أشبه بدور مدير المركز الإعلامي حاليا.
قبل الختام.
لا أنسى ما حييت معالم الفرحة العارمة التي ارتسمت على محيا الزميل غازي السريحي ( أبو عبدالله ) – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – عندما قام وفد من الإعلاميين الرياضيين بزيارته في منزله في حي جبل النور قبل وفاته ، في بادرة كان قد نسق لها عدد من الزملاء بقيادة ( أبو فوزية ) الأستاذ ياسر الأحمدي والأستاذ فارس العتيبي والأستاذ بادي البادي ، فالزيارة أنذاك سعد بها كثيرا الأستاذ غازي ( رحمه الله ) ، وكان لها أثرها الكبير في نفسه.
وكذلك في نفس إبنة عبدالله ، فهذه كانت مجرد زيارة ، وكيف كان سيكون وقعها على نفسه قبل وفاته ، لو كانت تكريما من قبل النادي الذي خدمه من خلال عمله كإعلامي. ( رحم الله من فقدناهم وأطال الله في أعمار الأحياء )
للتواصل مع الكاتب kal.makkah@gmail.com
صورة جماعية يظهر فيها الأستاذ عبدالله القرشي ( الثاني من اليمين )