
هكذا هي الحياة ،حل وترحال ،جمعا وفراق ،وتبقى غصة الفراق هي الأصعب على النفس ،بالأمس شاهدت اكثر المواقف ايلاما حين ودع العم أبو محمد شريكة عمره ورفيقة دربه بدعوات يلهج بها فؤاده قبل لسانه.
الله يغفر لك ، الله يرحمك ، الله يبسط عظامك الجنة ، يامال الجنة الباردة ،الله واكبر لا اله الا الله لاحول ولا قوة الا بالله ،ثم تنهمر عيناه دموعا ويطلب من ابنه ان يقربه عند قبر زوجته مرددا اللهم انها كانت طائعة عابده هينه لينه فتجاوز عنها برحمتك ومغفرتك اللهم انها ضيفتك فأكرم نزلها.
كانت لحظات موجعة والعم أبا محمد متكياً على ابنة وعكازه وهو ينظر في وداعه الأخير قبر زوجته بعد ان ووري جثمانها الثرى في بقيع الغرقد ، يا الله ما اصعب الفراق برغم كبر سن العم أبو محمد فقد تحامل على نفسه بخطى ثقيلة ، ماشياً خلف نعشها حتى قبرها بيد ان الفراق اشد عليه الماً وقد ظهرت تعابير وجهه ،لكنها لحظات ولم يستطع الوقوف على قدميه واردف قائلا لبنيه
احملوني الى المنزل، لا اريد إقامة اي مناسبة عزاء اكتفي بدعواتكم لها ولا اريد ان اكلف على احد في امر لم يشرع اتركوني في حزني على فراق شريكة عمري.
لحظات مؤلمة برغم كبر سنة وصعوبة تنقله لكنه آثر ان يدخل المقبرة ماشياً خلف نعشها متكئا على أبنائه ، ودموعه تتساقط على وجنتيه ولسانه لم يتوقف وهو يلهج بالدعوات والحوقله لفقيدته انها دعوات ودموع الوفاء ،والحب والمودة والرحمة ،الذي عاشه العم أبا محمد في وجدان زوجته الراحلة.
هذه رسالة توحي لنا اننا جميعا راحلون فلنحسن العشرة ونتعامل باللين ولنجعل الوفاء والمودة والرحمة منهجاً ونبراساً، مهما طال الأمد وامتد العمر ، سياتي مثل هذا اليوم وهذا الموقف. على الجميع ،رحم الله السيدة الفاضلة ام محمد وربط الله على قلب العم أبا محمد وجميع أبنائه – انا لله وانا اليه راجعون.
للتواصل مع الكاتب Mousa1500