حين يسدل الليل خيوطه ويكون الصمت هو السيد المطلق، تتعاظَمُ الآلام والهموم وتستفحل الأفكار الحزينة في أعماق النفوس. قد يكون الإنسان محاطًا بالظلام وحيدًا، فلا يعرف أين يجد الأمل والتوجيه ولكن عندما يصفعه من كان يحتضنه في صمت الأيام، ينكشف الستار وتتجلَّى الحقيقة.
فالصفعة هي ليست مجرد لمسة بدنية، بل هي رمز للخيانة والغدر والظلم وفي هذه اللحظة، ينكسر القناع وتتضح الحقيقة المخفية وراء الأقنعة الواهية يجد الإنسان نفسه أمام خيارين: إما أن يبقى مكبَّلًا بالألم والدموع ويستسلم للأذى، أو أن يتغير وينهض بقوة أكبر.
فعندما يصفعنا من كنا نثق بهم ونعتبرهم ملاذًا آمنًا، نكتشف أن الثقة قد تكون سلاحًا ذو حدين. فقد يؤذينا الأقربون إلينا أكثر من الأعداء، وقد نتلقى الجرح من ذلك الذي كنا نعتقد أنه يحمينا.
ولكن في هذه اللحظة الأليمة، ينمو الإنسان ويكبر مائة عام، فهو يكتسب الحكمة والقوة والشجاعة لمواجهة ماضيه وتشكيل مستقبله.
قد يكون الألم والصدمات هي اللحظات التي تحدث فيها التحوُّلات الكبرى في حياتنا قد تغير أفكارنا ومعتقداتنا، وقد نفتح أعيننا على حقائق لم نكن نراها من قبل.
فالألم يعلمنا الصبر والمرونة ويمنحنا القوة للنهوض من جديد كما قال الكاتب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي: “بعد أن يصفعنا أحد الذين أعطيناهم مكانةً خاصة ومساحة آمنة، لا نتغير وحسب، بل نكبر مائة عام.”
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@