العلا تبعد عن المدينة قرابة ٣٠٠ كلم، وهي في شمال غرب المملكة العربية السعودية غادرنا سكاكا بعد خطبة الجمعة بتاريخ ١٤٤٥/١٠/١٧ إلى العلا عن طريق المعظم – وهو الملك المعظم بن العادل أيوب -، وهناك بدت لنا كثير من استراحات الحجاج العثمانية، والقلاع، وآثار السكة الحديدية الحجازية العثمانية، ومررنا ب “قلعة المعظم”.
الطريق من مفرق المعظم إلى العلا تقريبا ١٦٥ كلم، وهو غير مشبك، وتكثر حوله الجمال ووقفنا على جبل “الفريد” وهو يعود إلى الأنباط كما قال لنا المرشد السياحي، ف “مدائن صالح” التي كنا نعتقد أنها هي بالذات التي زرناها، قال لنا المرشد السياحي بأن هذه كلها تعود إلى الأنباط الذين جاؤوا بعد ثمود وصالح عليه السلام، وأن ذلك أثبت علميا.
ووجدنا لوحة تعريفية مما كتب فيها أن هذه المنطقة تحتوي على: العصر البرونزي، والحجري، وممالك شبه الجزيرة العربية القديمة، ومملكة الأنباط، والوجود الروماني، والحقبة الإسلامية، والوجود العثماني في القرن السادس عشر، وكذلك بدايات القرن العشرين.
عدنا أدراجنا بعد صلاة العصر مع ذات الطريق، ثم بعد ٦٠ كلم تقريبا تغيرت الملامح، ملامح الأرض والجبال، فبدت كأنها حرة، والجبال تغيرت أشكالها إلى سواد، وقبل قليل كنا بين جبال كثيفة صخرية هائلة كأنها تبدو للوهلة الأولى وقد نحتت.
ومما قلت في قصيدة لي في تعظيم الباري – جل جلاله -: هلا نظرت إلى الجبال فخلقها عجب عجاب لو ترى العينان جدد وبيض لونها محمرة مسودة كالليل والغربان وفي أثناء الطريق طرح علي زميلي سؤالا حديثيا: ألا وهو: قوله – عليه الصلاة والسلام -: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب) هل هذا حديث صحيح؟ قلت: نعم، فهو في صحيح الترمذي للألباني – رحمة الله على الجميع -.
و “مدائن صالح” ليست فقط هي الآثار الكائنة في تلك المنطقة، فهي تحوي آثارا كثيرة لأقوام كثيرين كانت رحلة ممتعة، وإن كانت أسعار الإيجار غالية، فالليلة الواحدة استأجرنا ب ٢٩٣ ريالا سعوديا، وقال لنا بأن هذا التخفيض الثالث، ففي أيام أخرى يصل إلى ٤٠٠ ريال فما فوق!.
للتواصل مع الشاعر Abdurrahmanalaufi@gmail.com