
أكثر من ٣٦ عاما مضت على رحيل الأديب الفيلسوف الزاهد في الدنيا وملذاتها الأديب الكاتب الأدبي عبدالله سلامه الجهني رحمه الله هذا الرجل الذي نهل من العلم أفضله حيث تخرج من دار العلوم الشرعية بالمدينة المنورة كما ابتعث لمصر و درس في جامعة الأزهر وحصل على شهادتها. وعاد لوطنه وعمل معلما ثم مشرفا تربويا وعمل ملحقا ثقافيا وتعليما بسفارة المملكة بجمهورية لبنان وعكف على القراءة والإطلاع على أمهات الكتب بمكتباتها لا سيما كتب علوم النفس والفيلوفسية وعاد لوطنه وزهد في هذه الدنيا وملذاتها والناس ولازم دروس العلم في المسجد النبوي الشريف الذي اتخذ منه ركنا لا يكاد يفارقه وتجول في مكتبات المدينة ونهل مما تزخر به من كتب العلوم والمعرفة.
وقال لأحد أصدقائه كما رواها أحد الكتاب لقد زهدت في هذه الدنيا ولم يبق لي ما أستمتع به في دنياي سوى ما أقراه وأكتبه في الصحف٠ بقي أن نقول أن الأديب الجهني رحمه الله شاعرا يجيد كتابة الشعر بشقيه الفصيح والشعبي ساعده على ذلك جمعه بين حياة البادية التي عاش بها وحياة المدينة التي تلقى معارفه بها.
وقد عرفت الجهني رحمه الله يتردد على مجلس عمي الشاعر والراوي محمد سعيد بن قابل الأحمدي رحمه الله الذين كانا يأنسان ببعض كما كنت أراه دائما يجوب شوارع مكة المكرمة سيرا على الأقدام وكثيرا ما أراه جالسا في ظل عمارة مستريحا يقرأ في الصحف وخاصة صحيفتي البلاد والمدينة التي كانتا تنشر له مقالا أدبيا بارزا على صفحتها الأخيرة وكان يسير وفي يده شنطة يدوية يحفظ فيها أوراقه والصحف اليومية وكان يرتدي ملابس متواضعة توضح زهده في هذه الدنيا وكان نحيل الجسم وسأله أحدهم لماذا أكلك قليلا فقال حتى أشعر بالجوع و أتذكر الفقراء والمعوزين مما لا يجدون قوت يومهم و قد توفي رحمه الله عام ١٤٠٩ في جدة وهو لم يتزوج حسب علمي رحم الله الأديب الزاهد عبد الله سلامه الجهني وأمل من الجهات المعنية أو محبية ومتابعي علمه إقامة حفل تكريم له تخليدا لمسيرته وذكراه.
والله الموفق والهادي لسواء السبيل.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠ ٥٥١٧٨٧٣
عبدالله سلامه الجهني – رحمه الله