
في هذا العصر الرقمي المتسارع، غالباً ما نجد أنفسنا مُنبهرين بعدد اللايكات والتفاعلات على منشوراتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كلما زاد عدد الإعجابات والتعليقات، شعرنا بالفخر والسعادة، وكأن هناك قياس ضمني لقيمة اللحظة أو الإنجاز الذي نشاركه مع العالم.
لا ننكر أن الاعتراف الرقمي من المحيطين به تأثير إيجابي على معنوياتنا وشعورنا بالثقة بالنفس. فالإحساس بالانتماء والقيمة الشخصية ينبع من هذا التقدير الرقمي ومع ذلك، هل أصبحنا نعيش حياتنا بشكل أساسي من أجل جني مزيد من اللايكات والتفاعلات؟
هل هذا بات هو المعيار الرئيسي لنجاحنا وسعادتنا؟ هناك خطر كبير في الانخداع بهذا الوهم الرقمي فقد ننتهي إلى إهمال إنجازاتنا الحقيقية والعلاقات الحميمة والخبرات المُرضية من أجل التركيز على الحصول على مزيد من الأرقام الظاهرية.
وبذلك، قد نفقد الاتصال بالحقيقة والمعنى الحقيقي للحياة الحياة أكبر وأعمق من مجرد لقطات للشاشات.
فعلينا أن نحاول أن ننظر إلى ما وراء هذه الأرقام الزائفة والاهتمام الضحل.
فالسعادة الحقيقية تأتي من الإنجازات التي نفخر بها، والعلاقات التي نُقدرها، والأثر الإيجابي الذي نتركه على من حولنا.
هذه هي اللحظات الحقيقية التي ينبغي أن نركز عليها، لا مجرد لايكات زائفة بالطبع توجد أوقات قد يكون فيها الإعجاب الرقمي مهمًا وله قيمته. ولكن علينا أن نحافظ على التوازن وأن نُركز بشكل أكبر على ما له معنى جوهري في حياتنا.
فقط بهذه الطريقة سنتمكن من العثور على السعادة والرضا الحقيقي الذي نبحث عنه – في العالم الرقمي وفي العالم الحقيقي على حد سواء.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@