
بكت بطحاء مكة لفراقك يا أيقونة النشاط الخيري والتطوعي بمكة المكرمة نعم دمعت الأعين والقلوب لوداعك يا أبو موفق – أيها الشهم النبيل الأخ العزيز الأستاذ محمد بن عبدالرحيم كلنتن – يا من نذرت نفسك وجهدك وعطائك لخدمة الدين والوطن والمجتمع بصفة عامة وخدمة ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام كنت قدوة من قدوات أعمال البر والتقوى والخير والإحسان.
ورمز من رموز العطاء الاجتماعي، في أقدس البقاع وأحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يكن يحب الظهور الإعلامي، وكانت أعماله الإنسانية والخيرية تتحدث عنه.
كان في موسم الحج من كل عام يهب نفسه لخدمة ضيوف الرحمن بدء من لحظة وصول حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج فيقوم باستقبالهم بالهدايا والورود المنثور والياسمين، إضافة لذلك يقوم خلال أيام العام باستقبال المعتمرين القادمين لأداء مناسك العمرة، وفي هذا العام 1445 أستقبل أكثر من وفد، ومن ضمنهم وفد من الأردن وكان في قمة السعادة والفرح والسرور وهو يقدم لهم برنامج إستقبال حافل، كما قدم لهم واجب الضيافة والعشاء.
كان طيب الطباع، وشخصا محبوبا في المجتمع المكي، كان يعرفه الجميع بتواضعه وإبتسامته الدائمة وحسن التعامل مع الآخرين ومساعدتهم، كان أبا للأيتام والفقراء والمحتاجين والأرامل، يهب لخدمتهم، ويسعى لقضاء حوائجهم.
في هذا العام أقام يوم السبت الرابع من شهر شوال 1445 هجرية حفل يوم معايدة للأطفال الأيتام بحضورِ الأمهات، وبحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والإعلاميين وكان سعيدا بهذه المناسبة السعيدة التي تقام لأول مره في وقف البركة الخيري بمكة المكرمة وأكد لي بأن هذه المناسبة السعيدة بإذن الله تعالى راح تكرر في كل عام، بعد أن رأي الفرحة الكبيرة في عيون الأيتام وأسرهم، وقدم لهم بالإضافة للبرنامج المعد في ذلك اليوم الهدايا والعيديات.
فلا ضير ان يكون أبو موفق بهذه الصفات الوراثية الحميدة، لأن والده – رحمه الله – كان أحد علماء مكة المكرمة وكان له درس في المسجد الحرام وعرف وأشتهر في تلك الحقبة الزمنية وضاع صيته.
وأيضا كان الأستاذ محمد بن عبدالرحيم كلنتن عضو في عدد من الجمعيات الخيرية فهو : عضو في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فرع منطقة مكة المكرمة وعضو في جمعية الشيخوخة بمنطقة مكة المكرمة والمشرف العام على وقف البركة الخيري بمكة المكرمة ونائب رئيس مجلس إدارة مركز حي النزهة التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة.
لقد ترك الراحل إرثا كبيرا أبنائه البررة من بعد رحيله حيث غادر هذه الحياة الفانية فجر يوم السبت الخامس والعشرين من شهر شوال 1445 هجرية – رحمه الله – وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وجمعنا الله به في جنات النعيم لله درك أخي الحبيب والد كل من : الدكتور موفق الأستاذ عبدالرحيم الأستاذ أنور.