
قد يستغرب الكثير إذا قُلت بأنّي المرّة الأولى التي أستقلّ فيها قطار الحرمين المتّجه من المدينة إلى جدة ، وقد ندبتُ حظي المُتعثّر لتأخري في امتطاء هذا الناقل الرائع الذي شعرتُ فيه وأنا على متنه بارتياح منقطع النظير ، تجلّى هذا الشعور في : سهولة إجراءاته ، ودقّة مواعيده ، وسرعته الفائقة ، وفخامته الأنيقة ، والتعامل الراقي للعاملين فيه.
وأرى أنّه من ضمن مشاريع النقل العام الموفّقة والعالية الجودة والتي سخرتها لنا حكومتنا الرشيدة حفظها الله رغم شعوري بتأخّرنا كثيرًا في إيجاد مثل هذا المشروع الحيوي الرفيع وسط المشاريع الضخمة التي شهدتها وتشهدها بلادنا الغالية بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه.
والذي أتمنّاه ويتمنّاه الكثيرون أن نرى قريبًا مشروع قطار آخر سريع يُماثل قطار الحرمين يربط المدينة المنورة بالعاصمة الرياض مرورًا بالقصيم ، علما أنّ القصيم يربطها بالرياض قطار والأمر فقط يحتاج استحداث قطار سكة حديد يربط المدينة بالقصيم فقط ، والحاجة على ما أظن ماسة لهذا المشروع ونُدركها وهي واضحة للعيان ، وتأتي في مقدّمتها : وجود المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين في المدينة النبوية وأحد المساجد الثلاثة التي تُشدُّ الرحال إليه ، وقاصدُو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من سكان تلك المدن من المواطنين والمقيمين التي يمر بها القطار نجد نسبة كبيرة منهم تزور المدينة على مدار العام.
والأمر الثاني الذي يدعو لإنشاء هذا الناقل ما شهدته وتشهده عاصمتنا الرياض من تطور حضاري رفيع وغير مسبوق جعلت الكثير والكثير من أبناء وبنات المدينة ومحافظاتها قَصَدُوهَا ورحلُوا إليها بحثًا عن العمل والوظيفة ومن ثّمَّ استقرُّوا وسكنوا فيها تاركين أهلهم وذويهم .. وهذا بالطبع يجعلهم بل ويُجبرهم على تكرار زياراتهم لأهاليهم ، وهذا شكّل ضغطًا كبيرا على الناقل الجوي خلال الإجازات والأعياد والمناسبات.
أضف إلى ذلك ما تتمتّع به الرياض من مستشفيات ومراكز طبية متقدّمة ، ومراكز اقتصادية متعدّدة وأجواء استثمارية جاذبة ، ومواسم ترفيه مختلفة جعل الارتياد إليها واسعًا وكبيرًا من قبل سكان هذه المدن.
وهذا الرجاء وهذه الأمنية نرفعهما إلى مقام رائد رؤية المملكة ٢٠٣٠ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله ونتمنى عليه أن يكون هذا المشروع ضمن هذه الرؤية بل نرجو أن يكون من أولولياتها خدمة للمواطنين والمقيمين والزائرين لهذه المدن والمحافظات التابعين لها.
حفظ الله بلادنا الغالية ومليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين . وأدام عليها نِعَم الرخاء والأمن والازدهار إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢