أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبدعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – حفظت حقوق المرأة وكرامتها ونالت نصيبها في التعليم والصحة والحقوق المالية والفرص الوظيفية والقيادية وهي اليوم تنافس في ميادين البناء لهذا الوطن المعطاء في جميع المجالات داخل وخارج المملكة بفضل من الله ثم بجهود سمو ولي العهد الذي يقدم كل أنواع الدعم للمرأة في المملكة.
جاء ذلك في كلمة معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدولي الـ “35”للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنعقد حاليًا بالقاهرة تحت شعار “المرأة وبناء الوعي”، وتنظمه وزارة الأوقاف المصرية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال معاليه: إن المرأة السعودية تبوأت مناصب قيادية عليا وصلت إلى مرتبة وزيرة ومن النماذج معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة هلا التويجري وسفيرات تمثل خادم الحرمين الشريفين في 6 دول من الدول العظمى على مستوى العالم، كما أصبحت المرأة تمثل المملكة في المحافل الدولية حيث تشغل الأميرة هيفاء المقرن منصب المندوب الدائم للمملكة في منظمة الأمم المتحدة للتّربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
وأشار معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إلى أن مجلس الشورى يعد صورة من صور المشاركة بالحكم في المملكة وفي هذا العهد الزاهر الميمون ارتفع عدد عضوات المجلس إلى نحو30 عضوة ومنهم من تشغل منصب مساعد رئيس مجلس الشورى مما يعطي دلالات واضحة أن حقوق المرأة أصبحت نموذجًا مشرفًا، مؤكدًا أن المرأة السعودية لم تتوقف عند حدود المملكة ولكن وصلت إلى العالمية فمثلًا الدكتورة غادة المطيري تشغل منصب المدير العام لمركز التّميّز في طب النانو والهندسة في جامعة كاليفورنيا.
وأضاف: “لقد تميزت المرأة السعودية في المجال الاقتصادي في رئاسة مجالس الشركات الريادية الكبرى، وفي مجال التعليم نالت تمكينًا متميزًا من خلال المناصب الإدارية القيادية ورئاسة عدد من الجامعات، وفي القطاع الصحي أيضًا في حصول عدد من الطبيبات السعوديات على براءات اختراع في تخصصات دقيقة وأبحاث علاجية متقدمة في طب النانو وهندستها، وفي مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، سجلت المرأة السعودية حضورًا فاعلًا في الأبحاث التقنية والاستشراف التكنولوجي، وتقدمت المرأة السعودية في مجال الفضاء والملاحة الفضائية وهندسة الصواريخ وحقوق الإنسان وغيرها الكثير مما يعكس نجاح تجربة المملكة في تكريم المرأة والعناية بها وتمكينها”.
وأكد معاليه أنه امتدادًا لمنهج قيادتنا الرشيدة تعمل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على تمكين المرأة في كافة قطاعاتها حيث تم تعيين أول وكيلة للوزارة في منصب وكيلة الوزارة للتخطيط والتحول الرقمي كأول منصب قيادي على مستوى الوزارة منذ إنشائها قبل نحو 30 عاماً، كما تم خلال السنوات الخمس الماضية تعيين أكثر من 6 آلاف امرأة في مختلف الوظائف القيادية والادارية منها تعيين نحو 1300 داعية وواعظة لمخاطبة المرأة والقيام بالدعوى والوعظ وفقًا للقران الكريم والسنة النبوية المطهرة وذلك إيمانًا بأهمية دور المرأة في البناء والتنمية وتماشيًا مع تحقيق رؤية المملكة 2030، وتمكينها من أداء رسالتها الدعوية والإدارية من خلال المشاركة الفاعلة في الدروس العلمية والدعوية وغيرها.
ونوه معالي وزير الشؤون الإسلامية بتأكيد وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من خلال منابر الجمعة ومناشط الدعاة وبرامجها المختلفة على حفظ حقوق المرأة وصيانتها وبيان منهج الإسلام في تكريمها ودورها الريادي في بناء المجتمع.
وقال: “نحن اليوم نجتمع لنؤكد كمعنيين بالشأن الإسلامي على الدور الكبير للمرأة المسلمة، وما ينبغي أن تكون عليه لبناء مجتمع إسلامي شعاره العدل والرحمة والتسامح والتمسك بالقيم الإسلامية الفاضلة، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعتبر جانب من جوانب تكريم المرأة في الإسلام لأن رسالتها تقوم على بناء الوعي الديني والثقافي لخدمة المجتمع وبناء الأسرة وتنشئة الطفل في ظل تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النبيلة وتعزيز قيم التسامح والتعايش مما يعكس دور المرأة الفاعل في مجالات الحياة المختلفة لتسهم في بناء مجتمع يسوده الوعي والرقي والتقدم والسلام وتثبت جدارتها ودورها في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته فالمرأة الصالحة هي سد منيع وحصن واقي للمجتمع من تجار الحروب ومروجي الفتن وأصحاب الحزبيات والتوجهات الفكرية الضالة.
وأعرب معاليه، في ختام كلمته، عن شكره لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرعايته المؤتمر، كما أعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تنعكس على أرض الواقع في تعزيز رسالة المرأة المسلمة وإعدادها لتكون عنصرًا فاعلًا يبني الأسرة ويحافظ على قيم المجتمع الفاضلة ويسهم في تحقيق التقدم والرقي في ظل وسطية واعتدال الإسلام ورحمته.