أوضح إستشاري الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف : أن مرض كرون هو التهاب مزمن وغير معد، إذ يسبب التهاب وتهيج بطانة الجهاز الهضمي (من الفم إلى فتحة الشرج)، حيث يصيب جدارَ الأمعاء وأي جزء منه، على الرغم من أن المناطق الأكثر شيوعًا هي الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، غالبًا ما يبدأ مرض كرون تدريجيًّا ويمكن أن يتفاقم بمرور الوقت، ومع ذلك يمكن أن يمر المريض بفترات تحسن الحالة لمدة تستمر من أسابيع لسنوات، ويعاني المصابون به من مشاكل خارج الجهاز الهضمي مثل: الطفح الجلدي وآلام المفاصل واحمرار العين ومشاكل الكبد أيضاً ولكنها أقل شيوعًا.
واشار : لا يزال السبب الدقيق لمرض كرون مجهولًا، ولكن هناك عددًا من العوامل من المحتمل أن تلعب دورًا في تطورها، مثل الجهاز المناعي فقد يكون بسبب خلل في الجهاز المناعي؛ حيث يتعرف على بطانة الجهاز الهضمي بأنها غريبة ويهاجمها مسبِّبًا الالتهاب؛ مما يؤدي إلى ظهور تقرحات في بطانة الجهاز الهضمي ، وهناك عامل الوراثة ، حيث إن الجينات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض كرون ، ومن الأسباب أيضًا الأدوية المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية، وحبوب منع الحمل فقد تزيد بشكل طفيف من فرصة الإصابة بمرض كرون ، ومن الأسباب اتباع نظام غذائي عالي الدهون ، فذلك قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في فرصة الإصابة بمرض كرون.
وعن عوامل الخطورة والأعراض قال: هناك بعض عوامل الخطورة وهي العمر ، فيمكن أن يحدث مرض كرون في أي عمر، حتى الأطفال ، لكن شُخص معظم المصابين بين عمر 20 و29 سنة ، وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الأمعاء المزمن ، التدخين ، أما الأعراض فتختلف من شخص لآخر، وتتراوح العلامات والأعراض من خفيفة إلى شديدة، وعادة ما تتطور تدريجيًّا، لكن في بعض الأحيان تأتي فجأة، دون سابق إنذار والتي تشمل آلامًا في البطن ، الإسهال الشديد (أحيانا مع الدم والمخاط) ، التعب ، ارتفاع درجة حرارة الجسم ، فقر الدم ، فقدان الشهية والوزن ، تقرحات الفم ، الشعور بالإجهاد والتعب ، كما يمكن أن يصاب البعض بالتهاب في المفاصل ، التهاب في العين.
وأكد أن العلاج يهدف إلى تقليل الالتهاب في الأمعاء، ومنع تفاقم الأعراض والمضاعفات، إذ يعالج الطبيب مرض كرون بالأدوية، وتغيير نمط لحياة لراحة الأمعاء، وبالجراحة أيضًا فقد يوصي الطبيب بالجراحة على الرغم من أنها لن تعالج المرض، إلا أنها يمكن أن تعالج المضاعفات وتُحسِّن الأعراض، وغالبًا ما يوصى بها لعلاج النزيف المهدِّد للحياة والانسداد المعوي، والأعراض التي لا تستجيب للأدوية.
ونوه د. الشريف أن تغيير النظام الغذائي قد يساعد في تقليل الأعراض، قد يوصي الطبيب بإجراء تغييرات على النظام الغذائي مثل تجنب المشروبات الغازية ، تجنب تناول الفشار وقشور الخضار والمكسرات والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف ، شرب المزيد من السوائل ، كما قد يوصي الطبيب باتباع نظام غذائي محدد، مثل اتباع نظام غذائي مرتفع السعرات الحرارية ، خال من اللاكتوز ، قليل الدسم ، منخفض الألياف ، قليل الملح.