( علي ) و ( يعقوب ) شقيقان من أبناء ( حارتنا ) ، وهما يعانيان من تخلف عقلي ، ولكنهما مسالمان لا يؤذيان أحد وكل من في ( الحارة ) يحبهما ويعطف عليهما الصغير قبل الكبير ، فهما ( بركة الحارة ) .
و ( يعقوب ) أصغر من ( علي ) في السن ، وما يميزه عن شقيقه أنه يدرك أكثر منه و ( يخالط ) أهل الحارة ويفهم عليهم على ( قد عقله ) ، ناهيك عن أنه يحرص على التواجد في ( مسجد الحارة ) مع كل فرض ويجلس في مؤخرة المسجد بمفرده.
وعلى الرغم من صلاته فيها شيء من النقص وليست كصلاة المسلم المكلف ، إلا أنه تفوق بحرصه على التواجد في المسجد في كل فرض ، على بعض الأصحاء المتهاونين عن الصلاة التي تعد ثاني أركان الإسلام.
( يعقوب ) الذي يعاني من تخلف عقلي وليس عليه تكليف ، تجده قبل أن يرفع آذان الفجر يجلس على ( عتبة ) باب المسجد ينتظر فتح الباب ، من أجل الدخول لأداء الصلاة ، فكيف بحالنا نحن لا حول ولا قوة إلا بالله ، الذي أول ما سنسأل عنه يوم القيامة ( الصلاة ) .
وقبل عدة أيام رأيت تغير في وجه ( يعقوب ) وظهور شبه ( تورم ) في ( فكه الأيسر ) حاولت جاهدا أن أعرف ماذا به ، ومما يشتكي ، لم أخرج بنتيجة لأنه لا يتكلم إلا فيما ندر وصعب التخاطب معه ، لكنه كان يشير إلى أسنانه ، قلت ربما يعاني من ( تسوس ) في الأسنان ، وأن تورم وجهه ناتج عن إلتهاب بسبب ( التسوس ) ، ولم يمضي يوم إلا وينقل لي أحد أبناء الحارة أن ( يعقوب ) تم عرضه على أحد الأطباء ، وأن الطبيب شخص التغير الذي في وجهه ب ( العصب السابع ) أو ما يعرف عند العامة ب ( شلل ) الوجه النصفي .
والحالة الصحية ل ( يعقوب ) أحزنت جميع أبناء الحارة ، وتضاعف الحزن لأن المرض أخفى روحه المرحة ، وغيب إبتسامته ، وبدا وجهه ( شاحبا ) بسب المرض الذي أصابه.
قبل الختام.
إذا تبسم في وجهك أحد ، فإن إبتسامته تسعدك ، فكيف لو كانت هذه الإبتسامة من شخص مثل ( يعقوب ) ، فأنك تراها إبتسامة مختلفة ، لا سيما وأنها صادرة من إنسان قلبه أبيض نقي لا يعرف الحقد والكراهية ، حتى وإن كان من يحمل هذا القلب مختل عقليا.
يا رب يا قادر يا كريم يا رحمن يا رحيم عجل بشفاء اخونا يعقوب.
لتواصل مع الكاتب / kal.makkah@gmail.com