” إليك يا ربّ آمالي مهاجرةٌ
ما خاب عبدٌ وربُّ الكونِ مولاهُ
كلُّ الأماني علىٰ الرزّاق هينةٌ
فارفع يديك فإن الواهبَ اللهُ..”
تمضي بنا السنين ونجد أنفسنا..
أننا نعيش حياة لا شيء فيها مما تمنيناه..
حياتنا تتأرجح بين واقع فُرِضَ علينا..
وأحلام فرّت منا، بين ذكريات نحيا بها..
ومشاعر نحاول الهروب منها..
بين نصيب مقَدّر، ومكتوب لنا..
وقلوب تبحث بشدة عن الراحة والاستقرار..
وتمضي حياتنا بين فرص تضيع منا..
وذاكرة تبكي على الأطلال..
مؤسف أنها تمضي، ولا ندرك أننا فقدنا الكثير منا في محطات الحياة إلا بعد فوات الأوان..
بعد وصولنا للمحطة الأخيرة، حيث نجد أنفسنا وصلنا المكان الذي يصعُب الرجوع منه….
ولا نملك القدرة على استعادة أي شيء أبداً..
ونعيش بواقع لا يتناسب مع مشاعرنا..
أحياناً.. نتمنى أن تكون أحلامنا حقيقية….
وأحياناً.. نتمنى أن تكون حقيقتنا حلماً….
ولكن نغادر حقيقتنا بصناديق من الأحلام..
وبعدها نكبر، وتسقط أحلامنا كأوراق الخريف..
هكذا حياتنا حلم يتحقق وحلم يتعثر….
وتبقى أحلامنا على قيد الإنتظار، وفي النهاية..
هنالك طريق بين الواقع والحلم يسمى” الصبر”
كانت.. ولا تزال الأيام تُنبّهنا وتعلّمنا بأن صبرنا على الملماتِ ليس بفضلِ قوّتنا، ونجاحاتنا في الحياة ليست نتاج جِدِّنا واجتهادنا، وسلامتنا من المكائدِ والدسائس لا يعود لدهائنا وحنكتنا
ولكنه لُطف الرحمن الخفي، العلي، وعنايته..
وتستمر الحياة بدروسها وإن قست، وبظروفها وإن أوجعت، تستمر الحياة إن تقبلنا وتأقلمنا.. وإن تألمنا وواجهنا، فاليأس لا يحرك ساكناً..
والظروف لا تجامل إنساناً، ومهما كان الخريف قاسياً تبقى بعض الأوراق أصيلة لا تسقط..
على مر الحياة تستوقفنا الكثير من الأشياء….
التي تقف بداخلنا وتستقر وبعضها ينمو ويكبر كالحب والتعود والتأقلم مع الواقع، الا العمر يستمر في النقصان دون توقف إلى أن يمضي..
اجعل القوة الإيجابية في حياتك هي السائدة..
لا تستسلم للسلبية واليأس، وقل لنفسك :لي ربٌ
يرعاني بلطفه، أنا قوي بما وهبني من القوة..
رسالة من عبدالله لعبدالله.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com