ها أنا الآن في غرفتك وأمامي بقايا من أشياءك، تتحدث معي بصوتك, تخبرني عن مواقف مختلفة حدثت في طفولتك وصباك، شبابك ورحيلك المفاجيء.
ابني. يا قطعة من قلبي توقفت عن العمل منذ رحيلك. يا فيض الحب في عروقي و ضي العين الذي مازالت عبراتها تتفجر حزناً ولوعه. يا حب عمري الذي لم يكتمل.
في مثل هذا اليوم كان قدومك إلى الدنيا التي غادرتها سريعاً هذا اليوم الذي مازالت ذكراه بتفاصيلها مطبوعة في ذاكرتي. ومازال وجهك الذي سطع بجماله وبراءته ماثلاً أمامي.
اتذكر حين رأيت عينيك لأول مرة وكأنهما لؤلؤتين غمر جمالهما حياتي فتزينت سنواتي بهما وبضوئهما الذي انثنى إلى الأبد منذ فراقك.
فأصبحت دنياي في ظلام دامس لا ينيرها إلا نور الصبر والإيمان بقضاء الله.
ابني العزيز- انت في عليائك وكلي يقين أن الله قد شملك برحمته وغفرانه فقد كنت الإبن البار والصديق الرؤوم الذي كان محباً للناس, كريماً في تعامله ,كنت فخري الذي اتباهى به.
اليوم حين يأتيني صوت الذاكرة وتلك الأيام اسأل نفسي إن كنا نعلم أقدارنا وما ستأتي به إرادة الله، كنت لن أسمح أن تبتعد عني أبداً, ولكن هذه هي حكمة الله في الحياة حيث جعل سبحانه وتعالى كل شئ في حكم الغيب حتى تستمر الحياة ويستمر الانسان في سعيه للخير وتحقيق أحلامه.
ابني الراحل المقيم, وحزني الذي لا يغادرني، نم قرير العين في نعيم الجنة حتى التقيك وعفو الله العلي القدير يشملك.
لتواصل مع الكاتبة nalsaga@gmail.com