
أعلم أنّ قلمي لا يرقى إلى مستوى هذه الشخصية القرآنية الرفيعة المُباركة وقامة وقيمة أعلى منه .. هُو : إمام المسجدين المباركين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف .. ومُعلّم القرآن .. وشيخ القُرّاء بمسجد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم فأين يكون قلمي بين هذه الثُغور والمحطات الايمانية العالية والعلمية المباركة.
معذرةً أيها القلم إذا أبحرتُ بك رغمًا عنك .. أعلم أنّي أنا وأنت تجاوزنا قَدرنا بالكتابة عن هذا الشيخ الجليل .. لأنّي أعرف أنّه لا يهوى الأضواء ، ولا أن يكون بين الأعلام ، ولا يرغب أن تَكْتُب عنه الأقلام.
لكن رأيت أنّ مثل هذه الشخصية القرآنية المباركة تستحقّ أن يُكتب عنها لتكون لنا قدوة وأسوة .. فهو أيضًا حبَاهُ الله سيرة عطرة وتاريخ مجيد وصفات تتجلّى في : تواضعه الجم ، وأدَبَهُ ، وحُسن أخلاقه ، وجمال صوته وتلاوته ، وابتعاده الدائم عن الأضواء.
إنّه فضيلة الشيخ : إبراهيم الأخضر بن علي القيم شيخ القُرّاء بالمسجد النبوي الشريف حفظه الله ورعاه فضيلته أحد أبناء المدينة المنورة البررة ، وُلد في رحاب أرضها المباركة عام ١٣٦٤هـ وبالتحديد في حي الساحة القريب من الحرم الشريف والذي كان يحتضن طائفة كبيرة من الأُسر والعائلات المدينية في تلك الحقبة الزمنية.
نشأ وتربّى وتجوّل ضيف حلقتنا فضيلة الشيخ إبراهيم في أحياء وحارات وأحواش المدينة ، تعلّم في مدارسها ، بدأها بدار الحديث ثم التحق بمدرسة النجاح فالمعهد العلمي ، بعدها واصل تعليمه في المدرسة الصناعية الثانوية.
أكرمه الله بحفظ القرآن الكريم على يد الأستاذ عمر الحيدري وقرأه على فضيلة الشيخ المُبجّل الكريم حسن الشاعر رحمه الله شيخ القُرّاء بالمسجد النبوي الشريف الأسبق برواية حفص ثم قرأ عليه القراءات السبع .
وقرأ وتتلمذ على عدد من المشايخ الأجلّاء منهم : الشيخ عبدالفتاح القاضي وقرأ عليه القراءة العشر ، والشيخ عبدالله الغنيمان الذي قرأ على يديه العقيدة والفقه واللغة.
انخرط فضيلته في العديد من المهام والوظائف بدأها مُدرّسًا في المدرسة الثانوية الصناعية ثم مُعلّمًا في مدرسة أُبَيْ بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة ، عُيّن إمامًا بالمسجد الحرام ، بعدها عُيّن أستاذًا مساعدًا في كلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة ، في عام ١٤٠٦هـ شارك بالإمامة بالمسجد النبوي الشريف ولمدة تسع سنوات وكان قريبا جدا من الشيخ الفاضل الجليل عبدالعزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي ورئيس محاكم المدينة آنذاك رحمه الله تعالى.
ومن أبرز أعمال وجهود فضيلة الشيخ إبراهيم في خدمة كتاب الله تعالى أنّه قام هو وثُلّة من المشايخ الكرام بتقديم اقتراح إلى سماحة فضيلة الشيخ العلّامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله مدير الجامعة الإسلامية آنذاك يتضمّن إنشاء كلية القرآن وتدريس القراءات بالجامعة الإسلامية فكانت وتحقّقت تلك الكلية المباركة.
لفضيلة الشيخ إبراهيم حفظه الله العديد من الأنشطة والجهود في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية وشارك في الكثير من تحكيم مسابقات القرآن الكريم المحلية والدولية.
كما لفضيلته العديد من المشاركات الإعلامية والثقافية والأدبية وشارك في حلقات إذاعية وتلفزيونية متعدّدة حفظ الله شيخنا الجليل وأمدّ في عُمره ، وجزاه اللهُ خيراً عن كل ما قام ويقوم به من أعمال جليلة ونبيلة ومشرّفة في خدمة كتاب الله جعل الله أجرها في موازين حسناته يوم القيامة.
وحفظ الله مملكتنا الغالية ومليكنا الملك سلمان وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان على اهتمامهم بكتاب الله وأهله وحفظته وأدام الله علينا نعمه الظاهرة والباطنة إنّه سميع مجيب.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢
الشيخ : إبراهيم الأخضر