
أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور – عبدالمعين عيد الأغا : أن وقاية الأبناء من الأمراض الناتجة عن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية تعد مسؤولية مباشرة تقع على عاتق الأسر، إذ إن الاستخدام المفرط لتلك الأجهزة بات يهدد صحة الأطفال الجسدية والنفسية والاجتماعية.
وأوضح أن أبرز الأمراض التي تنتج عن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية كثيرة تتصدرها ضعف النظر نتيجة التركيز الطويل على الشاشات، والبدانة الناتجة عن قلة الحركة، إضافة إلى آلام الظهر والرقبة، واضطرابات النوم وضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي ، كما أن كثرة انشغال الأطفال بالأجهزة الإلكترونية تؤدي أيضًا إلى العزلة الأسرية والمجتمعية، حيث يتعمق الأطفال في عالم افتراضي يبعدهم عن التفاعل مع أسرتهم وأقرانهم، وهو ما يضعف الروابط الاجتماعية ويؤثر على توازن الأطفال النفسي.
وتطرق البروفيسور الأغا إلى خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية، لافتا أنه أصبح أحد أخطر السلوكيات لدى الأطفال، إذ يتسبب في تراجع التحصيل الدراسي، وظهور سلوكيات عدوانية أو عصبية، واضطراب النظام اليومي في النوم والغذاء، إلى جانب ضعف القدرة على ضبط النفس.
وأكد أن الحل يكمن في التوازن والاعتدال، فدور الأسرة مهم في تحديد أوقات استخدام الأجهزة، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والهوايات البديلة، وتعزيز الحوار معهم حول الاستخدام الآمن للتقنية، مع ضرورة أن يكون الوالدان قدوة في الاستخدام المعتدل.
وختم البروفيسور الأغا تصريحه قائلًا : إن المسؤولية لا تقع على الأسرة وحدها فقط ، بل تشمل أيضا المجتمع بمؤسساته التعليمية والإعلامية، فالمدارس يمكن أن تساهم في توعية الطلاب بخطورة الاستخدام المفرط للأجهزة من خلال إدماج برامج تثقيفية ضمن المناهج أو الأنشطة الصفية ، كما أن حماية الأبناء تحتاج إلى تعاون جماعي بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، بحيث ينشأ جيل متوازن يجمع بين الاستفادة من التكنولوجيا والقدرة على بناء علاقات إنسانية صحية ، فوقاية أبنائنا من مخاطر الأجهزة الإلكترونية تبدأ من الوعي الأسري، لكنها لا تكتمل إلا بدعم المجتمع والمدرسة، فالتوازن بين العالم الواقعي والافتراضي هو الضمان الحقيقي لصحة أطفالنا ومستقبلهم.