التمور والكاكاو.
-مقالي اليوم يحمل في طياته من التناقضات ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب تاجر أو اقتصاد دولة. وسأتحدث فيه عن موطن العز، مملكتنا الغالية، وعن بعض دول العالم.
-إن قوة الدول تُقاس باقتصادها، وخير دليل على ذلك دول مجموعة العشرين، وهي أهم الدول اقتصاديًا على مستوى العالم. غير أن بعض الظروف السياسية والإعلامية، ومبدأ «القوي يأخذ مكان الضعيف»، جعلتنا نرضى بواقعٍ لا يعكس الترتيب العادل بين الدول.
-في أوروبا وأمريكا لا تنمو أشجار الكاكاو، فجميعها موجودة في إفريقيا والبرازيل. ومع ذلك، فإن ما يقارب 90٪ من تجارة الكاكاو تسيطر عليها دول أوروبا مثل فرنسا وسويسرا وأمريكا وغيرها هؤلاء يشترون الكاكاو من الدول الفقيرة بأسعار زهيدة، ثم يعيدون تسويقه وتصنيعه بأضعاف قيمته الأصلية.
-وهنا يبدأ القلق على مملكة العز، التي تمتلك أكثر من ثلاثين مليون نخلة مثمرة، ومع ذلك لا نملك حتى الآن استراتيجية تسويقية فعالة لتصدير إنتاجنا البالغ نحو مليوني طن من التمور سنويًا، ولا حضورًا قويًا في الأسواق العالمية.
-والأدهى من ذلك أن بعض الدول تستورد من تمور المملكة ما يقارب نصف مليون طن، ثم تعيد تصديره إلى دولٍ إفريقية وغيرها بأسعار مضاعفة، وتحت اسمها التجاري لا باسم السعودية!
-تواجدنا الاقتصادي في بعض أسواق الدول المحتاجة للتمور يكاد يكون (صفرًا،)بينما تتصدر دول أخرى تستورد تمورنا — تلك الأسواق بنسبة عالية.
-إن مشكلتنا الكبرى تكمن في غياب الخطط التسويقية العالمية، وإن استمر الوضع على ما هو عليه، أخشى أن يصبح تمر العرب مثل الكاكاو في إفريقيا: إنتاج محلي ضخم، وثراء عالمي لغير المنتجين – والله أعلم.
وقفة.
قال سيدى رسول الله
بيت لا تمر فيه جياع أهله
للتواصل مع الكاتب 0505300081


