في هذا الزمن العجيب والغريب زمن التكنولوجيا زمن الانفتاح على العالم بأكمله بسبب هذه القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت العنكبوتية وجميع منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها و أنواعها الواتساب والفيس بوك و التك توك و الإنستغرام والتويتر (x) وغيرها اصبح اي شخص يستطيع أن يقول رأيه في آي مسألة بغض النظر عن رصيده المعرفي في تلك المسألة مما سبب اختلاط الحابل بالنابل والغث بالثمين ولذلك لا يستغرب وجود اراء مخالفة و نشاز تدعو الى الكراهية والتصنيفات بين البشر وهي ظاهرة ليست بالجديدة ولكنها تفاقمت مع هذا الانفتاح الهائل مما أنعكس سلباً على العلاقات بين البشر وانخفاض معدلات التسامح والعفو والصفح وقبول الأخر.
وقد اعتمد المؤتمر العام لليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح عام (1995) وكان الهدف منه تشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب، والنهوض برفاه الإنسان وحريته. هذا الإعلان في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، ويُعد الوثيقة الأساسية التي تُعرّف وتُرسي مفهوم التسامح على المستوى الدولي. وأصبح يوم التسامح هو اليوم الدولي للتسامح، والذي يُحتفل به عالمياً في 16 نوفمبر من كل عام. و التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا … وبدون شك عدم تقبل النقد بصدر رحب و التضاد في النقاش وفرض الرأي على الأخرين يعتبر هذا انغلاق ذاتي قد يسبب العداوة والجفوة وعدم تقبل الأخرين وذلك لسهولة الحصول على اي معلومة تحفز الأشخاص لإبداء آرائهم واعتقادهم أنهم على صواب وعلى الجميع الاستماع والتنفيذ فقط والا سوف يجد ردت فعل بكل العبارات القاسية ومن الناحية الدينية التسامح يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف وورد ذلك في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حيث : قال الله سبحانه وتعالى : فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ[الشورى:40] ويقول : وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[البقرة:237] ويقول النبي ﷺ: ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا ..جعلنا الله وإياكم من العافين والمتسامحين….!!
للتواصل مع الكاتب 0504361380


