
في لقاء مع الفنانة المبدعة منى شبيب السبيعي التي تعشق التراث وتشكل بفنها لوحات عالمية توصل بريشتها رسالة سامية وبألوانها عمقاً فريداً من نوعه – من محافظة الطائف وتقول أنها من عشاق المدرسة الكلاسيكية وقدوتها في هذا المجال – إبراهيم الزيكان وتتمنى أن يكون لها معرض خاص للوحاتها والكثير في هذا اللقاء.
* أي مدرسة فنية تتبعين وما هو سبب إختيارك لها؟
** في الحقيقة كل المدارس الفنية هي مناهل للفن التشكيلي وأنا كفنانة تشكيلية أهتم بالعديد من المدارس لكني أميل للمدرسة الكلاسيكية التي تخرج منها رسامين عظام مثل ليوناردو دافنشي وغيره ولعل سبب إهتمامي بهذه المدرسة كونها حجر الأساس للمدارس الفنية وتحمل رسالة الفن النقي ويمكنها أن تمكنني من التعبير عن رسالتي لوطني بكل بساطة وإتقان وروعة بناء وتشكيل.
* من هو قدوتك في عالم الفن التشكيلي؟
** يجدر بي الإشارة بقوة للفنان التشكيلي إبراهيم الزيكان كقدوة في ذاته وفي تشكيله هو فنان لديه قدرات عالية في نقل التراث والحياة الإجتماعية ببصمة متفوقة ورؤية تشكيلية نادرة.
*يلاحظ تركيزك على الأعمال الوطنية والتراثية ويظهر ذلك في الكثير من أعمالك ..فهل هناك رسالة تريدين إيصالها للمتابع لك ؟
** هو دين ووفاء علي كفنانة أن أوفيه بحق وطني ولعلي أنقل رسالتي عن وطني وطن الحضارات والتراث والأصالة والتاريخ وطن فيه أسس أول بيت وضع للناس كافة وبلد الحرمين الشريفين وهذا فيه دلالة لكل فنان ينهل من معين يفيض بالحضارة والتقدم للبشرية جمعاء أن تحمل تصوراته التشكيلية فناً يقول بثقة عمياء نحن هنا ومن هنا بدأ فجر التاريخ من مملكة الخير والعطاء مملكة سلمان ومحمد ولي أن أفخر بكل لوحة تهم وطني وتحكي عنه قصص الأمجاد الخالدة.
* هل لعروس المصايف ومدينة الورد الطائف تأثيرٌ على فنك وكيف ذلك ؟
** عروس المصايف هي مدينة الجمال والطبيعة والخيال وكما سميت بدلوعة الغيم ذلك العشق ما بين الأرض التي تفوح بالورد والسحاب الذي يزجيه الغمام ..تلك المدينة الجذابة هي غذاء للخيال ومرتع خصب لفكر الفنانة التشكيلية ومادة مليئة باللوحات الجمالية للطبيعة ولي لوحة أسميتها (الطائف وردة ) وهنا وقع الإسم على المسمى في أبهى صورة.
* هل هناك توجه لإقامة معرض خاص بك ؟
** نعم إقامة معرض خاص ضمن اهتماماتي بالإضافة لسابق مشاركاتي المتعددة في معارض جماعية وهذا الأمر في طريقه لبعض الترتيبات الخاصة به وبعون الله سيتم الإفصاح عنه في حينه وسأضيفه لمبادرتي التي أقيمت في معرضي السابق في مهرجان سباق الهجن لولي العهد في نسخته الثالثة بالطائف.
* هل واجهتي صعوبة في ممارسة هذا الفن وكيف تجاوزتيها ؟
** كل فنان لابد أن يواجه في بداية طريقه بعض الصعوبات ولعل منها قلة المعارض الفنية والصالات التشكيلية والجاليريات في محافظة الطائف مما يدعوني لتجاوز ذلك بنقل فني لمحافظة جدة بحكم الكم الكبير من المعارض الفنية والتنوع في العروض والفعاليات المستمرة.
* هل هناك دور لجمعية الثقافة والفنون في تطوير الفنانين وماذا قدمت لك شخصياً ؟
** كان هناك (جاليري آرت) الطائف الذي تعنى به جمعية الثقافة والفنون وفي بداياته شاركت في معرضين مقامين وقد عادت الجمعية بالإعتماد على معارضها الداخلية داخل محيطها حسب الفعاليات المقامة من حين إلى حين ولعل القادم أجمل فلا غنى لنا عنها وأنا عضوة مسجلة بها والله الموفق لنا ولهم.
* بحكم خبرتك كيف يستطيع الانسان العادي ممارسة الفن التشكيلي وهل يجب أن يكون موهوبا أم مع الممارسة يستطيع ذلك ؟
** الإنسان العادي لابد أن يكتشف نفسه في البداية حيث كل إنسان لديه قدرات بعضها يختلف عن بعض وهنا يترتب عليه إكتشاف موهبته فالبعض يمكنه أن يمتهن الشعر لا الرسم والبعض الآخر يمكنه خياله أن يكون راوياً وأديباً وعاشقاً للكتابة ولكن الفن التشكيلي موهبة ربانية يمكنها أن تدرس لمن يعشق فنها ولها مدارسها الخاصة فهي تعتمد على خيال وفكر وشغف وموهبة يرى فيها الفنان بعينه مالا يراه غيره من زوايا وإتجاهات مختلفة.
* هل ترين الدورات التدريبية المتخصصة في الفن التشكيلي متوفرة وبأسعار معقولة ؟
** نعم هناك دورات متخصصة في الفن التشكيلي ويغلب ظني أنها في متناول الجميع وأسعارها جدا معقولة وفي وقتنا الحاضر تتوفر دورات جميلة في فنها الجميل مجاناً عن طريق ما تطرحه السوشال ميديا من شروحات جيدة المستوى وبالذات في اليوتيوب هناك منصات مجانيه لتعليم الفن التشكيلي خطوة بخطوة.
* ماهي أغلى لوحة بين لوحاتك؟
الحقيقة أن جميع لوحاتي تزهو في عيني حين أنتهي من تشكيلها ولعلي حين أرسم ملامح مليكي وولي عهده الأمين أجد المهابة في شخصيهما كذلك أجد ريشتي تعبر عن محبة كبيرة في داخلي تجاههم فهم قادتنا وولاة أمرنا وهم من منحونا بعد الله الأمن والشعور بالأمان والخير والنماء هم روح هذا الوطن الغالي النفيس ونبضه الذي لا يتوقف.
* في الختام أشكرك على السماح لنا بإجراء هذا الحوار الجميل و أترك لك مساحة لإيصال رسالتك للمجتمع والمسئولين.
** رسالتي تعبر عن شكري وتقديري لرؤية 2030 الميمونة والتي أعلن عنها سيدي ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله وما حملته تلك الرؤية من شموليه وأخص الفن التشكيلي وما صدر من أوامر بخصوصه أثلجت الصدور ونهضت به وسمت بسموه، ونتيجة لذلك تزاحمت الفنون إحتفالات ومعارض ورقي وحضور ومشاهد وبدأ الفن التشكيلي يولد من جديد ليجد في دهاليز الرؤية مكاناً ومكانة عالية . نعم هو وطني ولا أحب سواه فلا مكان كالوطن سعودية الخير والعطاء وواجبي أن أحمل رسالتي له ومنه وللعالم أن يعرف ماهي السعودية العظمى بكل ما تملك من عظمة ورقي وحضارة وحضور.