
قال تعالى في كتابه العزيز: ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة الآية :32
فسرها السلف الصالح بالقتل الفعلي اي بما يؤدي لا زهاق الروح ، والعكس اي من احياها اي كان سببا في نجاة شخص لا يستحق الموت . الا أن هذا التفسير لا يصل لعمق الآية ، لان قتل النفس لا يعني دائما ازهاق الروح ، بل يمكن ان تكون قتلا معنويا بزرع اليأس و الإحباط في نفوس الآخرين ، وسلب الحقوق مما يؤدي الى قهر النفوس و دفعها لما لا يحمد عقباه . اما احياءها فبجبر الخواطر والمساعدة على اجتياز الأوقات العصيبة وبث الأمل في النفوس والعمل الجاد لقهر الصعاب و رد العدوان والتصدي لكل ما يمكن ان يزهق الأرواح او يقهر النفوس و يدمر أسباب الحياة الكريمة.
وقد جاء الخطاب في الآية الكريمة موجها للفرد سواء قاتلا او محييا لان المبادرة الأولى تنطلق من الأفراد ، خاصة الأعمال المميزة و الكبيرة فالقتل فعل كبير اذا قام به فرد فانه يؤثر على الجماعة و يفجع عددا من النفوس وربما يحطم حياتهم ، كذلك قتل المعنويات باي شكل قولا او فعلا ومثل هذه الأعمال يكفي ان تصدر من فرد حتى تؤثر على الجماعة . فسلب الحقوق و ممارسة الظلم على الناس تصدر من فرد واحد لكن ضحاياها كثر.
اما العمل الطيب ان بدر من شخص واحد فالجماعة تستفيد منه خاصة العمل المميز الذي يصبح قدوة ويمكن ان يتسع حتى يصبح ثقافة عامة فيساهم في احياء النفوس وبث الأمل فيها حتى تقوى على تحدي الصعاب وتستقيم حياتها.
للتواصل مع الكاتبة argana_63@live.fr