
( كأس العالم بين المثنى والمستثنى ) من المعروف بأن هناك قارتان عريقتان هما أوروبا وأمريكا الجنوبية تتصارعان على الفوز بكأس العالم وأطلقت عليهما اسم المثنى بينما باقي قارات العالم آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأستراليا وأقنيوسيا مجتمعون أطلقت عليهم المستثنى لانهم لم يحصلوا على كأس العالم مطلقاً رغم التطورات الفنية والمهارية التي تعلموها وقربت ذلك البون الشاسع في المستوى عن العملاقين المتنافسين والمتقاسمين للكعكة المونديالية ، وسوف نشاهد في المونديال العربي القادم قطر 2022 من يكسر القاعدة من ذلك الثنائي الاوروبي والامريكي الجنوبي أم أن المثنى يرفض دائماً أن يأتي قبله المستثنى.
علما أن أوروبا لديها تفوق نسبي في آخر أربع بطولات فتقدمت على منافستها في عدد بطولات كأس العالم بأثني عشرة كأساً مقابل تسعة كؤوس عالم لقارة أمريكا الجنوبية وتعتبر البرازيل الأكثر حصولاً عليها من الدول المنافسة بخمسة كؤوس عالم ، وكانت هذه البطولات هي الساحة الكبيرة لنثر إبداعات سحرهم الكروي وإظهار الخطط وطرق اللعب الكروية فشاهدنا طريقة الكاتاناشو الدفاعية الايطالية في الثلاثينيات من القرن الماضي وهجماتهم المرتدة ، بعدها ظهرت البرازيل بأسلوبها الهجومي بخطة اللعب 4-2-4 وتقارب خطوطها وفنيات لاعبيها العالية بقيادة الملك بيليه وزملائه الافذاذ ، ثم جاءت الخطط الالمانية وصناعة الليبرو بقيادة فرانز باكنباور.
ثم أشرقت شمس الكرة الهولندية الشاملة في منتصف السبعينيات بقيادة مبدعها يوهان كرويف ورفاقه ، وتوالت الخطط الكروية وفاجأ مدرب الارجنتين العالم بخطة 3-5-2 معتمداً على جوهرة التانغو دييغو مارادونا في التمشيط الهجومي، وجاء الاسبان بأحدث طريقة لعب وهي التيكي تاكا الغوارديولية فأستطاع سبعة لاعبين من برشلونة بقيادة أنيستا وشافي ورفاقهم فرضو أسلوبهم على المنتخب ، ثم أستفاق ت فرنسا وعادت بنفس خطة مدربها لوران بلان لكن هذه المرة مع مدربها ديشامب وحققوا آخر كأس عالم من الاراضي الروسية بنفس خطة 4-2-3-1 المتوازنة بستة لاعبين في الخلف وأربعة لاعبين في الامام.
من وجهة نظري المتواضعة أن بطولة كأس العالم قد أصابها الترهل الرياضي والسبب يكمن في اكتساح الدوريات الاوروبية كل العالم بدوري الابطال واليوروليغ والدوري الاوروبي حيث خطفت أنظار مشجعي العالم بإستقطابها لكل نجوم الكرة في العالم وكوشت على الاقل لأفضل عشرين مدرب يدربون أفضل أنديتها القوية مما أضعف الجانب الفني والخططي التي كانت تتميّز بها بطولة كأس العالم ، والان أصبحت الاندية الاوروبية هي التي تنتج الخطط وطرق اللعب الحديثة ،، وفوز فرنسا كان لغياب كبار المدربين في العالم.
للتواصل مع الكاتب 0554231499