لكل مغرور ومتكبر أقول إن كان غرورك لشبابك فإن الشيب قادم والشباب زائل ، وإن كان غرورك لمالك فإنك لم تصل لما وصل إليه قارون من ثروات جعلت مفاتيح خزنه ثقيلة تتعب من يحملها ، وإن كان غرورك لعلمك فإن الغرور الذي يراه صاحبه علما إنما هو جهل عظيم ، وجامع لمفاسد الأخلاق ، فكونك متعلم لا يعني أن هناك من هو أفضل منك علما وثقافة ، لذلك أقول قبل أن تغتر بنفسك ، وتدمرها بتكبرك عليك أن تدرك بأن الغرور والكبرياء يولد الكراهية ، وبغرورك سينفر الناس عنك.
وتذكر قول الحق تبارك وتعالى في: سورة الزمر – الآية 72 }قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ { .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: ( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) . رواه مسلم والترمذي وأحمد.
ومن المؤسف أن أصبحنا نرى بين الفينة والأخرى مغرورين جهلاء يتغنون بمؤهلاتهم العلمية وقدراتهم العملية على قيادة منشأة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني لأنهم الأجدر ، والآخرون ليسوا أهلا للقيادة أو حتى المشاركة !
وإن تحدثت معهم عن العلاقات الإنسانية فإنك ستسمع كلاما بليغا وعملا بعيدا ، فالغرور والكبرياء أبعد الناس عنهم ، وإن ناقشتهم في خططهم المستقبلية لتطوير خدمات المنشأة في حال توليهم قيادتها ، فإنك ستصدم بأفكار تقليدية عقيمة لأنهم مفلسون فكريا وعلميا.
وإن كان الجهل من أقوى عوائق الحضارة والتقدم ، فإن الكبرياء والغرور من أشدها آلما. وكم أتمنى أن يتذكر كل مغرور ومتكبر قول الشاعر.
يا مظهرَ الكبرِ إعجابًا بصورتِه
انظرْ خلاك فإنَّ النتنَ تثريبُ
لو فكَّرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ
ما استشعرَ الكبرَ شبانٌ ولا شيبُ
هل في ابنِ آدمَ مثلُ الرأسِ مكرُمةً
وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ
أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سهكٌ
والعينُ مُرمصةٌ والثغرُ ملعوبُ
يا ابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غدًا
أقصرْ فإنَّك مأكولٌ ومشروبُ
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com