كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء ، ومن ( سالفة ) إلى أخرى ، فإذا به يقول لي ( تصدق كبرنا ) ، فقلت له ( ليه الأن تدري أننا كبرنا ) ، رد ( فعلا كبرنا ، والعمر يجري بنا دون أن نشعر ) ، قلت له ( كبرنا والعمر يجري ” إيش الهرجة ” هات ما عندك ) ، قال ( جائني إبني الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي يشتكي من أحد زملائه في الفصل ، وأخبرني بأنه لا يريد أن يفتعل أي مشكلة معه ، ولذلك سيشكوه لمدير المدرسة ).
واضاف صديقي قائلا ( قلت لإبني خير ما تفعل بعيدا عن المشاكل ، وقبل أن ينصرف قلت له الطالب الذي تشتكي منه ما أسمه قال ( سعود ) قلت له ما هو أسمه بالكامل قال ( سعود ..) ، فقلت له وأنا في لحظة زهول ( لا ..لا .. تشتكيه ) وأنا أتصرف.
وأردف صديقي قائلا لي ( تخيل أن الأبن الذي يشتكي ولدي منه وسيشكي إمره إلى مدير المدرسة ، ( طلع ) إبن صديق دراسة وأنا ووالده كنا نجلس بجانب بعضنا أيام الدراسة في الثانوية ، ( الماصة بجوار الماصة ) ، وليس ذلك فحسب بل كنا نلعب في فريق واحد ، قلت له ( نعم !! ) طلع إبن صديق دراسة و( كنتم ) في فريق واحد !! ، وما ذا فعلت بعدها ، قال ( الحمد لله محتفظ في جوالي برقم جوال صديقي ، والد الطالب ، وأنهينا الموضوع ، وصديقي عندما علم بالأمر عاتب إبنه كثيرا وقال له ( ما لقيت ) إلا أبن أعز أصدقاء الدراسة تتشاكل معه ، والأن أصبح إبني مع إبنه أصدقاء ) ، صمت لحظة بعد إستماعي لما ذكره لي صديقي وقلت له فعلا ( العيال كبرت ).
قبل الختام.
القصة العجيبة التي أوردها صديقي جعلتني أفكر كثيرا في تقلبات الحياة ، وأقول في نفسي كم وكم من الأشخاص يمرون علينا في حياتنا اليومية ولا نعرفهم ، ولو أننا عرفناهم ربما البعض منهم أخ أو أبن صديق قديم أو أخ زميل عمل أو إبن جار سابق أو قريب شخص من المعارف.
للتواصل مع الكاتب : kal.makkah@gmail.com