مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان المبارك ، تشهد الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية خلال هذه الأيام ازدحاماً شديدا حيث يتوجه الأهالي لشراء احتياجاتهم من المواد والسلع الغذائية استعداداً لسفرة الإفطار الرمضانية التي تضم ما لذ وطاب من أنواع المأكولات والعصائر ، ومع الازدحام تبرز النتيجة الطبيعية فترتفع المبيعات والأسعار معا ، وظاهرة الازدحام قبل دخول شهر رمضان المبارك ليست جديدة فهي عادة سنوية متكررة ، مما يعني غياب إدارة الوقت والترشيد في الانفاق عن أذهان الكثيرين ، خاصة وأن هناك مشتريات يمكن الاستغناء عنها أو عن نسبة منها ، أو شراؤها في الأيام الأخيرة من الشهر.
وإن كان المتخصصون في علم الاجتماع يرون أن من أسباب شراء بعض الأسر للمواد الغذائية بكميات كبيرة نتيجة طبيعية لعادة اكتسبها الفرد منذ صغره ، وحاجته لضياع الوقت في التجول بالأسواق ومعرفة الجديد بها وشراءه قبل غيره ، واتفقوا على أن علاج هذه الظاهرة المتكررة سنوياً ، يكمن في التخطيط الجيد لرب الأسرة ، وقدرته على استغلال الأوقات المناسبة للتسوق وبالكميات المناسبة ، فإن علماء النفس يرون أن الآثار النفسية تنعكس على الأسرة من خلال ما يصلهم من أقوال أو مشاهد عن الازدحام ، وشائعات بنفاذ الكميات خلال أيام مالم تتمكن من الشراء مبكرا.
وإن كانت الأيام قد دارت دورتها وبدأت أطلال شهر رمضان بالعودة لنا من جديد ، فعلينا أن ننوي الصيام إيمانا واحتسابا لوجه الله الكريم، فالصيام لم يكتب إلا لغايات نبيلة وأهداف جليلة ، ولم يكن فرضه الامتناع عن الأكل والشراب ، فهدفه تدريب النفس على الصبر، والتمتع بالروحانية والسلوك الرباني ، وأداء صلاة التراويح ، والعمل بجد واجتهاد ، لا تراخي ونوم.
ورمضان شهر عبادة كما أخبنرا النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح فقال : “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه”. وقال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: (وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران: 133).
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com