مع اطلالة شهر رمضان المبارك ، وبدء توافد المعتمرين من داخل المملكة وخارجها صوب مكة المكرمة ، تتسارع وتيرة الأعمال الخيرية فيظهر التنافس بين المؤسسات والجمعيات الخيرية لتقديم خدماتها للمعتمرين والمصلين عبر برامج خدمية متعددة البعض منها بالطرق الرئيسية المؤدية للمسجد الحرام ، والبعض الآخر بساحات الحرم وأروقته ، كما تظهر الخيام الرمضانية لتقديم خدماتها ومبادراتها الإنسانية لتؤكد للجميع أصالة أبناء المملكة وحرصهم على خدمة قاصدي البيت الحرام ، التي اكتسبوها من أسلافهم جيلا بعد جيل.
وإن كانت القاهرة قد عرفت الخيمة الرمضانية كواحدة من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك ، وتفضل بعض الأسر تناول الإفطار والسحور مع العائلة بها ، فإنهم يدفعون مبالغ مالية لقاء ما يحصلون عليه من طعام وشراب ، غير أن مكة المكرمة التي عرفت خيامها الرمضانية بتقديم خدماتها المجانية والمتنوعة لقاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج ومصلين ، ونالت جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي (إحسان) بمكة المكرمة شرف احتضان واحدة من أبرز الخيام الرمضانية في منطقة لا تبعد عن المسجد الحرام أكثر من كيلو ونصف الكيلو ، وتحديدا بالمنطقة الواقعة بطريق الأمير متعب على مدخل أنفاق أجياد المؤدي إلى الحرم المكي الشريف ، لتكون واحدة من أبرز الخيام الرمضانية العاملة على خدمة قاصدي البيت الحرام ، وفي أولى ليالي شهر رمضان المبارك دشن رئيس مجلس إدارة جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي (إحسان) بمكة المكرمة الأستاذ / سليمان بن عواض الزايدي ، خيمة (إحسان) الرمضانية ، لتبدأ مسيرتها في إستقبال المعتمرين والمصلين بعد خروجهم من المسجد الحرام.
وخلال حضوري لتدشين الخيمة وجدت أنها لم تكن خيمة عادية في شكلها أو خدماتها ، فهي جميلة في ترتيبها ، أنيقة في مظهرها ، تحول دورها من استراحة لتقديم الخدمات السريعة المتمثلة في الماء والتمر الذي اعتدنا على رؤيته ، إلى ملتقى أسري يجمع أفراد العائلة بعد أدائهم للعمرة او الصلاة ، فينال كل منهم وجبة الإفطار أو العشاء أو السحور الطازجة والغير محضرة مسبقا ، يختمها بكأس شاي أو عصير مع قطع من الحلوى ، وتمثل الخيمة من خلال برامجها وخدماتها عدة صور اجتماعية اعتاد أهالي مكة المكرمة منذ سنين طويلة على رسمها من خلال تقديم وجبات ساخنه ومشروبات باردة ، لكل من قصد البيت الحرام ملبيا أو مصليا ، انطلاقا من المسؤولية العظيمة التي كلف الله سبحانه وتعالى بها مواطني هذه الأرض المباركة ، الذين منحهم الشرف العظيم واختصهم دون سواهم من خلقه ليكونوا شركاء في إكرام ضيوفه.
وقبل الختام أقول إن كان شهر رمضان المبارك هو شهر البر والعطاء وفعل الخير، فإن هذه الخيمة التي لمسنا دورها البارز في خدمة المعتمرين والمصلين بحاجة إلى دعم معنوي ومالي لتواصل عطاؤها في خدمة قاصدي البيت الحرام.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com