عندما نتحدث عن المنزل وكيف هي قوة تأثيره في زرع القيم في سلوك الأبناء واكتسابهم لها، فإنه أيضا للأخوة الكبار أثرهم الواضح في إكساب إخوانهم وأخواتهم الأصغر منهم بعض هذه السلوكيات والقيم التي يمارسونها أمامهم ، فهؤلاء الأخوة الكبار إما أن يكونوا قدوات صالحة لإخوانهم أو يكونوا غير ذلك وبالطبع سينعكس على سلوكيات وقيم إخوانهم الأصغر. فالأخ الأكبر هو الشخصية الأولى ـ بعد الأب ـ التي يتمثلها الطفل في المنزل ويقلد تصرفاته وأفعاله وأقواله وسلوكه كله ، فيكتسب منه ويحاكيه في كل حركاته ، وكذلك البنت الصغرى تحاكي تصرفات أختها الأكبر وتتمثل شخصيتها في الأقوال والأفعال.
لذا فعلى الوالدين أن يعتنوا بسلوكيات الكبار من الأخوة ويراقبوا تصرفاتهم وأقوالهم لأنهم هم المصدر الثاني من مصادر التربية وغرس القيم والسلوك في المنزل ، حيث تعتبر العناية بالكبار من الأطفال في المنزل هي عناية أيضا بإخوانهم الصغار . فالبيت الذي يمارس أفراده قيما سليمة وسلوكيات سوية هو البيت الآمن بإذن الله لتربية النشء التربية الصحيحة ، وهو المحضن السليم الذي يتخرج منه أبناء صالحون.
وكلما تمثل أهل البيت بالقيم السليمة بشكل أقوى ؛ اكتسب الأبناء في هذا البيت من القيم الصالحة ما يجعل منهم أبناء صالحين يتحلون بسلوكيات طيبة وتربية عظيمة.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com