جميعنا يعلم أن مستوى الإعلام وبعض المحطات الفضائية حالياً في هذه الفترة التي بلغت مستوى عالي من السخافة ولم يسبقنا إليها أحد من قبل أصبح متهالك جداً، حيث أن هذه المحطات تبث وتعرض البرامج العشوائية والمسلسلات الضعيفة بفكرتها وإنتاجها الببغائي، ومحتواها الهابط وبكادرها الضعيف من الممثلين والممثلات.
أشير إلى بعض المحطات التي تستضيف كل تافه وسخيف من مخلفات برامج التواصل، ويتم سؤال الضيف، كيف نجحت؟ وماذا ترد على من يهاجمك؟.
أفهم وتمعن يا أخي، عندما تُطرح هذه الأسئلة على ستيف جوبز مثلًا؟ كيف استطاع مواجهة مرضه وفقره وتغيير العالم بضغطة زر!
الا تستوعب ذلك عندما تشاهد على الشاشات حوار مع مخترعين أو حوار مع أدباء أو كتاب أو طلاب أو طالبات حصلوا على درجة التفوق، أو مع أشخاص يملكون أرشيف حافل بالإعلام والأدب!.
لكن أن تطرح هذه الأسئلة على من جعل من نفسه مهرجاً وراقصاً على كل أغنية بشكل ساذج فهذه كارثة!
ماهي معايير النجاح لدى المحطات الفضائية، وأي قناعة وجدانية ستترسخ لدى جيل المراهقين الذين لديهم أن هذا هو مفهوم النجاح والشهرة!!
وأعيدها للمرة الألف، واجب الإعلام بمختلف قنواته أن يكون الحصان الذي يجر العربة ويقدم رسالته على أكمل وجه حتى مع ثورة السوشل ميديا، كان أحرى بهم أن يناقشوا موضوع لماذا يشتهر في بلادنا كل غبي وتافه؟ ومناقشة هذا الموضوع مهم وينتظر إجابته كثيرون وأنا منهم، وتتم استضافة مختصين للإجابة والتنظير.
هذا واجب البرامج والتليفزيون وليس الهبوط لمستوى التهريج والاستخفاف بعقل المشاهد.
والسؤال:
لدينا مبدعون كثر بمجالات عديدة أيضا نالوا شهرة ببرامج التواصل.. لماذا غض النظر عنهم؟
هل هناك توجه عام لأن تطفوا تلك الكائنات السخيفة والفارغة على السطح، وتسفيه اهتمامات المجتمع وتصويره بأنه مجتمع خاوٍ وفارغ فكرياً وثقافياً؟؟
لست ضد برامج الترفيه لكن ضد كل من يحاول إقناع الرأي العام الخارجي أننا شعب أقصى طموحاتنا واهتماماتنا متمحورة على السخافة بلا مضمون ولا وعي.
لماذا لا يتم تسليط الضوء على من يستحق أن يكون تحت الضوء.
هل يعقل أن هذا المجتمع لا يوجد به رسام مبدع؟
طالب نابغة ومتفوق بالجامعة!
شاعر شاب.. كاتب موهوب!
هل من المعقول أن تكون كل الاستضافات لنسخٍ مكررة ومشتركة بالغباء والسذاجة!
ورسالتي للقائمين على الإعلام ومقدمي البرامج الإعلام مرآة المجتمع ورسالة ذات محتوى ومضمون وعلى شاكلة ضيوفك يكون مستواك وقدرك ولكم حرية تقرير ما تريدون، وحدها الأواني الفارغة تحدث الضجيج.
للتواصل مع الكاتب