من القصص الطريفة الغريبة والعجيبة في نفس الوقت ، تلك التي ذكرها لي أحد الأصدقاء عن إصابته ب ( كورونا ) ، يقول صديقي ، في أول شهور جائحة كورونا التي هزت العالم تعرضت زوجتي لإنفلونزا وسعال وإرتفاع بسيط في درجة الحرارة وبعدها لحقت بها إبنتي بنفس الأعراض ولكن بصورة أقل ، وكنت ألمس على محياهن حالة من القلق خشية أن يكون ما يعانين منه أعراض كورونا التي كانت حينها الشغل الشاغل للجميع وحديث الرأي العام ، الأخبار جلها عن كورونا وكذلك رسائل الواتس ، وبشكل عام لا حديث أنذاك إلا عن كورونا وأعراض كورونا ، وأضاف صديقي قلت لزوجتي وإبنتي ما رأيكن أن نحجز موعد من أجل إجراء المسحة الخاصة بكورونا لقطع الشك باليقين وغلق باب الوسوسة في داخلهن ، وقلت لهن أنا أيضا سأحجز موعد في نفس الوقت ، بالرغم من أني لا أعاني من أي أعراض ولكن من باب التشجيع لهن وكسر علامات الخوف التي كنت ألمسها على محياهن ، وتابع صديقي قائلا ، حجزنا الموعد وتوجهن جميعا في التوقيت المحدد على المركز الخاض بإجراء المسحات وكان الساعة 2 ظهرا ، وتم أخذ المسحات لي ولزوجتي وإبنتي.
وقالوا لنا في المركز أن النتائج لن تتأخر وبأقصى حد ستظهر في غضون 12 ساعة ، وأنا لم ألقى أي إهتمام بموعد ظهور نتيجة الفحص لأنه لا توجد لدي أي أعرض ، بعكس زوجتي وإبنتي البادي عليهن القلق والتوتر الشديدين وهن يترقبن معرفة نتيجة الفحص ، وأردف صديقي مع إقتراب العد التنازالي ل 12 ساعة لموعد النتيجة تضاعف القلق لدى زوجتي وإبنتي ، بينما الأمر لدي عادي لأنه لا يوجد ما يستدعي القلق لأنه لا أشتكي من أي شيء ، وعند ظهور النتيجة كانت المفاجأة التي كانت بالنسبة لي صدمة قوية ، الزوجة نتيجتها سلبية وإبنتي كذلك ، فيما النتيجة الخاصة بي إيجابية !! ، ( يعني ) مصاب ب ( كورونا ).
يقول صديقي شعرت بعد معرفة النتيجة كأن الدنيا تلف بي وأنتابتني حالة من الضيق الشديد ، وكنت أسأل نفسي ألف سؤال بشأن ماذا سيحدث لي بعد أن تبين أن لدي كورونا ، وأقول معقول أنا عندي كورونا متى !! وأين !! وكيف !! لا سيما وأنه ليس لدي أعراض ، ( المهم ) لم أجد بدا من الألتزام بالتعليمات وحجرت نفسي في المنزل لقرابة الأسبوعين وفي هذه الفترة التي كانت من أصعب الفترات كنت ألمس تعاطف عائلتي وتشجيعهم لي لإجتياز مرحلة الحجر التي عدت بسلام ولله الحمد.
قبل الختام
سألت صديقي بعد أن حكى لي قصته الطريفة مع كورونا ، هل لمس في فترة الحجر أي تغيير أو أعراض جديدة في حالته الصحية !! وأجاب قائلا ، أبدا ، وأضاف ” كان هذا نفس الشعور في داخلي لكن لم ألمس أي شيء من هذا القبيل ولله الحمد ” ، قلت له ربما أن كورونا دخلت في جسمك وخرجت وأنت لم تشعر بها لأن مناعتك قوية ، والحمد لله على سلامتك يا مشجع !!.
للتواصل مع الكاتب : kal.makkah@gmail.com