وتتواصل الاعتداءات على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية بفلسطين . و مع كل اعتداء تنطلق الرقصات في حركات هيستيرية تنم عن مدى حبهم لسفك الدماء، الدماء التي بنوا عليها كيانهم الغاصب في ظل محاولات من بعض الأبواق الإعلامية العربية تضليل الشارع العربي بوصف العدوان وكانه حرب ضارية بين العدو الصهيوني و فصائل فلسطينية محددة ، وتارة أخرى تذكر بعملية التطبيع السياسي الذي وقعتها بعض الدول العربية في محاولة يائسة لتسميم العلاقات بين شعوب هذه الدول و الشعب الفلسطيني، هذا في الوقت الذي لا تخفي انحيازها للجانب الصهيوني رأس حربة حلف الناتو الذي اثخن دولنا بالجراح في معركته مع الروس وحلفاءها.
ان هذه الاعتداءات الصهيونية على اراضينا الفلسطينية بغزة وفي هذا الشهر الكريم ومواكبة للحرب الروسية الاوكرانية ما هو إلا تعبير عن افلاسهم وقلقهم من المصير المحتوم الذي سيلاقونه بعد ان تكسر شوكة أمريكا ودول أوربا الحليفة. فهذه الحرب ليست عادية ولا بينية تخص روسيا واوكرانيا بل هي حرب كونية بدات تداعياتها تظهر اقتصاديا وسياسيا على جميع الدول وهي أيضا حرب محتومة لاعادة التوازن للعالم بعد ان امالته امريكا لصالحها لعقود وبحضنها العدو الصهيوني.
ان جميع اتفاقيات التطبيع التي وقعتها بعض دولنا العربية تحت طائلة النظام العالمي الغاشم سوف تنكس قبل ان يجف مدادها بإرادة الشعوب التي لم ولن تستسيغ هذا الكيان الطفيلي السرطاني الذي ابتليت به أمتنا. كما لا يمكن لأحد ان يجتث شعيرة و مناسك ارتبطت بقدسنا و ما حولها وتغلغلت في ارواحنا منذ فجر النبوة.
القضية الفلسطينية والقضية العربية واحدة من حيث الاحتلال والعدوان المتواصل. فان كان هناك احتلال مباشر بفلسطين فهناك احتلالات غير مباشرة بكل دولنا العربية والمحتل واحد. انه العدو الصهيوني الذي تحكم في اقتصادياتنا وسياساتنا وفجر الصراعات الدموية في ساحاتنا. فما يحدث بسوريا واليمن والعراق وليبيا وراءه تلك الأيادي الخبيثة ذاتها التي تقصف غزة و تدنس مقدساتنا في فلسطين.
انتصارا لفلسطين سننتصر لبلداننا ونستميت من اجل تحريرها من القبضة الغاشمة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا كذلك في اطار صد الهجمة الممنهجة لتشويه تراثنا وثقافتنا و محاولات جعلنا نطبع مع ممارسات واخلاقيات لا تتفق مع عقيدتنا ولا اعرافنا مثل المثلية والدعارة بدعوى الحرية و الاستقلالية.
المعركة ليست سهلة لكن الانتصار محتوم وعلينا ان نؤمن بهذا. إننا اليوم نعيش فصلا حاسما من معركتنا مع العدو الصهيوني الذي تحكم بالعالم و بمصائرنا لعقود. فالحرب الدائرة الان بين روسيا واوكرانيا هي بداية نهايته ومصلحتنا كعرب تتقاطع مع الحلف الروسي الذي يملك القوة اللازمة لمواجهة عدو الإنسانية الذي اثخن العالم بالجراح. اما سلاحنا فهو التمسك بوحدتنا داخليا وخارجيا مع بعضنا كشعوب فتلك قوة تضاهي قوة التسلح او اكثر.
للتواصل مع الكاتبة argana_63@live.fr