من خلال الورقات السابقة عرفنا أهمية البيت وأنه المحضن الأول للتربية ، ولذلك جاءت العناية به في الشريعة الإسلامية بداية من اختيار الزوجين وأهميته ، قال تعالى : ( خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ ) الروم / 21 ، فالمودة والرحمة والسكن بين الزوجين لهما الأهمية الكبرى في هدوء البيت وصلاحه وسكينته وإدخال الطمأنينة على أهله.
وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهمية اختيار الرجل لزوجته ، فقال [ : تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ. وكذلك أوصى [ بضرورة اختيار الزوج فقال[ : (إذا جاءكم من ترضَوْن دينَه وخلقَه فأنكِحوه ) .
كل ذلك الاهتمام وحسن الاختيار، نظرا لمكانة الأسرة في الإسلام حيث إنها المسؤولة عن تنشئة الجيل وبناء المجتمع السليم الصالح القوي المترابط المتكافل ، والذي تحرص الأسرة الصالحة على تغذيته بالأبناء الصالحين. ولقد بين الشارع الحكيم أهمية حماية الأب والأم لأبنائهم وبناتهم من جميع أخطار الدنيا والآخرة ، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم / 6 ، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي [ : (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ. ).
فكلما كان الأبوان حريصين على صلاح أنفسهما ؛ كان لصلاحهما الدور الأكبر في إصلاح البيت وصلاح أهله ، فعليهما العناية أولا بأنفسهما والعلاقة بينهما ثم العلاقة بينهما وبين أبنائهما ، وضرورة فتح قنوات الحوار الهادف والرعاية المتزنة المنضبطة بضوابط الشرع.
نسأل الله تعالى صلاح بيوتنا وذرياتنا إنه سميع مجيب.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com