
شهد يوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من عام 1436 الموافق للثاني من يولية عام2015م قيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بإفتتاح مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة، وهو بوابة المدينة المنورة للقادمين اليها من مختلف انحاء العالم كله،لزيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه، والتشرف بالسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم وصاحبيه رضى الله عنهما،وزيارة الاماكن التاريخية بالمدينة المنورة.
ويعتبر مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الدولي معلماًحضارياً يعكس تراث المدينة المنورة،ويسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين،حيث تبلغ طاقته الاستيعابية8 مليون مسافر سنوياً،فيما تبلغ مساحته الاجمالية4 مليون متر مربع شاملة صالة للحجاج وصالة سفر واخرى للقدوم الداخلي ورابعة للقدوم الخارجي ومسجد وفندق كبير، ويعتبر مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الدولي اول مطار في العالم وخارج الولايات المتحدة الامريكية تم اعتماده بواسطة مجلس المباني الخضراء بالولايات المتحدة بعد ان تم التزامه بمتطلبات شهادة الليد الذهبية.
هذا وقد حقق المطار مؤخراً4 جوائز في برنامج التقييم الشامل لجودة خدمات المطار لعام2021 وهي:افضل مطار دولي(5-15 مليون مسافر) وافضل خدمات لذوي الاعاقة، وافضل منطقة انهاء اجراءات السفر، وافضل منطقة جوازات، هذا فيما يتعلق بالحاضر لكن ماذا عن الماضي؟! تم انشاء المطار في عام1364 الموافق1948م وذلك على بعد15 كيلومتر من المدينة المنورة في الاتجاه الشمالي الشرقي.
وكانت اهميته تزداد كونه بوابة المسلمين الجوية واحد منافذ وصول وسفر الحجاج والمعتمرين واهالي المدينة المنورة والمقيمين فيها، وكان المطار في بداياته عبارة عن خيمتين ومكان ممهد به عدة ممرات جانبية ترابية تسمح بهبوط واقلاع الطائرات الصغيرة مثل الداكتوتا والبريستول، ثم بدأ تطوير المطار بزيادة مساحته الى12الف متر مربع مع انشاء مدرجين للهبوط والاخر للاقلاع، وانشاء مبنى للسفر والوصول احدهما للداخل والاخر للخارج،
واصبح يستقبل عدداً اخر من الطائرات المروحية مثل كونفير ودسي6.
وفي عام 1388 الموافق1968م هبطت اول طائرة نفاثة من طراز دسي9 ثم يوينج737،وفي عام 1394 الموافق1974م افتتح الامير عبدالمحسن بن عبدالعزيز رحمه الله امير منطقة المدينة المنورة انذاك المطار الجديد، حيث تم بناء صالة للسفر واخرى للقدوم الدولي وثالثة للقدوم الداخلي، وشرفة تطل على ساحة المطار وفندق صغير، مع انشاء برج مراقبة جديد ليصبح المطار من المطارات الحديثة بالممكة، كذلك تم انشاء الصالة الملكية وصالة للحجاج،مع توسعة مدرجات المطار وانشاء مدرجين جديدين للاقلاع والهبوط.
لذلك اصبح بمقدور كافة الطائرات الهبوط والاقلاع من المطار،وفي عام 1408 الموافق 1988م تم تجديد كافة الصالات بالمطار وانشاء صالات جديدة لتستوعب اكبر اعداد من المسافرين،فيما امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله باطلاق مسمى مطار الامير محمد بن عبدالعزيز عليه،وظل المطار يستقبل رحلات من كافة انحاء العالم الاسلامي في مواسم الحج والعمرة من مختلف شركات العالم، حتى اعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تحويل مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الى دولي وذلك في عام1427الموافق2006م اثناء زيارته للمدينة المنورة.
لذلك تمت توسعة الصالات وانشاء دور ثاني خاص للسفر الخارجي،وظل الامر كذلك حتى تم افتتاح مطار الامير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد القائم حالياً،هذا جانب النقل الجوي،وهناك النقل البري حيث شهد عام 1392الموافق1972م افتتاح طريق المدينة المنورة مكة المكرمة جدة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وكان اول طريق معبد جيداً به الكثير من الجسور ومرتفع عن الارض في اماكن السيول ومياة الامطار التي كانت تقطع الطريق السابق.
ومابين بدر وينبع كان هناك طريق اخر يوصل مابينهما لذلك تم ربط المدينة بينع،كذلك تم انشاء طريق يربط المدينة المنورة بالعاصمة الرياض عبر منطقة القصيم،ثم جرى بعد ذلك تحويله الى طريق سريع وبه تحويلات للوصول الى مختلف المدن الواقعة مابين المدينة والرياض،كذلك تم انشاء طريق المدينة تبوك بديلاً عن الطريق القديم في عام1394الموافق1974م،وفي عهد الملك خالد رحمه الله تم وضع حجر الاساس لطريق الهجرة الذي يربط مابين المدينة المنورة ومكة المكرمة مع وجود مفرق الى جدة عن طريق القضيمة واخر عن طريق عسفان رابطاً مابين المدينة المنورة ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية ومستشفى الملك خالد بالحرس الوطني بام السلم مابين مكة المكرمة وجدة،وتم افتتاحه في عام1403 الموافق1983م ويعتبر اول طريق سريع متكون من ثلاث مسارات للذهاب ومثلها للاياب،ثم تم انشاء طريق المدينة ينبع الجديد وهو الطريق الرابط مابين المدينة المنورة والميناء البحري في محافظة ينبع، كذلك الهيئة الملكية لينبع الصناعية، ومصفاة ينبع للبترول.
يبدأ الطريق من ثول بالقرب من جدة مروراً بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ثم ميقات الجحفة ثم بترو رابغ ثم محافظة رابغ ومركز مستورة ثم الرايس ومحافظة بدر ،وتحويلة الى المدينة المنورة، بعدها محافظة ينبع ثم املج بمنطقة تبوك وينتهي الطريق على ساحل البحر الاحمر في مدينة حقل، كافة هذه المدن اصبحت ترتبط بالمدينة المنورة عن طريق البر،هذا وقد شهد مؤخراً افتتاح طريق المدينة المنورةحائل الجديد، وفي المستقبل هناك طريق تبوك المدينة المنورة، الجديد الذي يختصر المسافة مابين المنطقتين الى اكثر من100كيلو متر،مع القيام قريباً بعمل ازدواج لطريق المدينة تبوك الحالي الذي يربط المدينة المنورة بمحافظتي خيبر والعلا وبعض محافظات تبوك مثل تيماء وغيرها.
ويعتبر هذا الطريق اول طريق يربط المدينة المنورة بخارج المملكة، في الاردن وسوريا ولبنان وتركيا وغيرها،حيث يعتبر من طرق حجاج بيت الله الحرام البرية، وهناك دراسة لانشاء طريق بري جديد يربط مابين المدينة المنورة ومحافظة الطائف، دون المرور بجدة ومكة المكرمة، حيث ان هناك سيل يسير من الطائف وينتهي بالمدينة المنورة،سوف يكون مسار هذا الطريق الذي سوف يربط منطقة المدينة المنورة بجنوب المملكة،وفي جانب آخر تم انشاء قطار الحرمين الشريفين الذي يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة مروراً بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومطار الملك عبدالعزيز الدولي ومحطة السليمانية بجدة،وذلك بطول450كيلومتر وبطاقة اسيعابية تبلغ60 مليون مسافر وبتكلفة وصلت الى63مليار ريال.
وقد افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه في صفر1440 الموافق اكتوبر2018م وسافر به ايده الله من جدة الى المدينة المنورة، بعد كل هذا نلمس انه منذ توحيد البلاد على يد المغفوله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وبعد ان ارسى الامن والاستقرار في البلادواصبحت الطرق امنة والجميع يسافر مابين كافة المدن آمنين مطمئنين على انفسهم ومركباتهم واموالهم، جرت كافة هذه التطورات مع تزويد الطرق بالاسعافات والمركز الصحية لحوادث الطرق كذلك تم انشاء جهاز امن الطرق، والقيام بصيانة هذه الطرق وتزويدها بكافة الخدمات والانارة في اجزاء منها.
ندرك ان كافة هذه الجهود المباركة التي ساهمت بربط المدينة المنورة بل وجميع انحاء بلادنا بكافة المناطق رغم اتساع مساحتها وبالخارج ايضاً عن طريق البر والبحر والجو،بانتظار الجديد دائماً حيث ان عجلة التطور مستمرة دون توقف.