
لايخفى على كل عاقل فائدة وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة نقل المعلومة وسرعة التواصل وتقريب المسافات ، وسهولة التوثيق وسعة الانتشار ، ولكن هل هذه الفائدة على إطلاقها ، وأنها خالية من العيوب والأخطار ؟؟
إن مانراه اليوم ونشاهده من انتشار كبير لمقاطع الفيديو ومقاطع سناب شات وبرامج اللايف في الفيس بوك والتليجرام ، هذه المقاطع وغيرها منها الحسن المحمود ومنها القبيح المذموم وما أكثره اليوم ، وخير شاهد عليه مشاهد العنف وتصوير الجرائم وتوثيق المنكرات ونشرها لتكون بين أيدي الجميع كبارا وصغارا ، ولايخفى على ذوي العقول خطورة تلك الأعمال على السلوك والتربية خاصة إذا وقعت في أيدي النشء الذين يتأثرون بما يشاهدونه وبما يسمعونه وإثارته غرائز التقليد والمحاكاة لما يقع بين أيديهم من أساليب الإجرام وطرق الانحراف . والأمثلة الخطيرة كثيرة لاتعد كمن يضرب والديه.
أو من يعتدي على عمال محطة وقود ، أو مقاطع التحرش والاعتداء على الأعراض بالسب والقذف. هذه المقاطع كلها يجب أن تحارب من الجميع بعدم نشرها أو الترويج لها حتى ولو على سبيل الإنكار ، فإن مجرد نشرها يحدث الأثر السيء حتى لو تم إنكارها أو التنفير منها . وخير طريقة لمحاربتها هي عدم نشرها أصلا.
ولاشك أن من ينشر مثل هذه المقاطع فإنه يكون شريكا مباشرا في الإثم مع أي شخص يقوم بمحاكاتها وتقليدها وتقمص الأعمال التي وردت بها ، فالناشر شريك في الإثم والجرم بلا شك. لذا على صناع التربية والمهتمين بها التوعية بأضرار هذه المشاهد وخطورة نشرها أو المساعدة على ترويجها ، لآنها أساليب هدم للقيم وترويج للسلوك المشين ، وتسبب خللا في التربية . وعلى وسائل الإعلام وهيئة الاتصالات والمعلومات محاسبة الذين يقومون بنشر مقاطع العنف وصور الرذيلة وتتبعهم بالتعاون مع وزارة الداخلية للحد من انتشار تلك الأمور حماية لأبنائنا وبناتنا ، وحفاظا على القيم الإسلامية الصحيحة وتقليلا لمظاهر الانحلال الأخلاقي بجميع صوره وأشكاله ودرجاته وأساليبه.
حفظ الله الذرية وأصلح الباري النية.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com