أحياناً تراودني أسئلة هل تغير الزمن ام النفوس تغيرت ام قلوبهم أيضاً تغيرت؟ .لأني أشاهد الناس ليس كالاول،،سابقاً في شي نسميه الإنسانية والتعامل معها الآن إلا من رحم ربي.. نعم تغيرت نفوس الناس، وأصبح الكل يبحث عن مصالحه الشخصية دون أن يفكر بغيره، ولايعرف حتى جاره لكن المتأمل لحالنا يجد أن الزمن بريء من التغير براءة تامة، فحين نعود إلى الوراء نجد أنه عندما نجتمع بالأحبة سابقاً، نجد الأُنس بقربهم، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، نعم تفرقنا الظروف ولكن تبقى القلوب مجتمعة والأرواح تغذي شوقها بلقاء كل جديد مشرق، أما اليوم نلتمس البُعد والجفوة والقسوة، فتبدأ الأفكار تأخذ مأخذها في التفكير الغير إنساني يابشر لماذا العواطف مشحونة بالحقد، والأخلاق ضيقة النطاق قابلة للانفجار في أي لحظة، والعلاقات مادية، والتعاملات قاسية ولا تعرف معنى الإنسانية.
وأصبحت الآراء إن اختلفت أفسدت معاني الود التي بيننا، وللأسف أصبح الاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة. فسبحان الله اصبحنا في تحول واختلاف جوهري أثر على سلوك وثقافة المجتمع، فأصبحنا في مجتمع حسّاس كلُ يفسر الكلام على هواه والكل يخشى من حدوث مشكلة نتيجة كلمة قد تُفسّر بشكل خاطئ وينتج عن ذلك البعُد والفُرقة، وأنا في هذا المقال لست بطبيب نفساني ولكن اقول تعبير إنساني
لو تمكنت من رؤية قلوب البشر لرأيت في كل قلب ” قصة وجع ” فلنرحم بعضنا بعضاً لعل الله يرحمنا.
إذاً دعونا نتلمس الجرح ونناقش الأسباب لنشخص الداء ومن ثم نصف الدواء وحتى لا نقول زمن انتهى فيه الحب والاخلاص ونفوس تسرق الفرحة من شفاه الآخرين.نعم من تعاملنا في هذا الزمن نفقد طعم الإنسانية. لذلك فلنفتش ففيه الكثير من ألم القلوب ومعاناة الضمائر, وقد لا نقدرها حق قدرها حتى تقع بيننا أو من حولنا. ثم نحن بعد ذلك نعيش في دوامتها بخيرها وشرها. ولكن للأسف إذا وقعت تركت جرحا غائرا في القلب قد يلتئم ,ولكن سيبقى أثره درسا لنا في الحياة، فهل صححنا المفاهيم الخاطئة ونرجع لزمن المحبة والإنسانيّة إذاً التغير فينا و الزمن بريئ منا. اللهم ألف بين قلوبنا ونور صدورنا آمين يارب العالمين.
همسة.
النحلة تجد المتعة دائماً في جني العسل من الزهرة، والزهرة أيضاً تجد المتعة دائماً في عطاء الرحيق للنحلة، والنحلة والزهرة تجدان حاجة ونشوة في الأخذ والعطاء، فيا ليت البشر يعتبرون من النحلة والزهرة ويعرفوا معنى العطاء ولا يتغيروا عند الحاجة لهم.
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.com