يوم عرفة لقاء عظيم بين الله وكل خلقه حتى غير المسلم المحتار في عقيدته يهيء الله له الحقيقة لينوّر بصيرته من التخبط الذي يعيش .. يوم عظيم يرحم الله به كل خلقه من قلب الحدث العظيم في مشاهدة خلق الله في عرفات.
لماذا تتعلق بمتابعة عالم او داعية او ناصح او حافظ حديث او سارق معلومة او احد من المرجفين او تافه قد سيّس الدين .. او حديث كاذب من عدو بين ظهرانيننا او من طالبي الشهرة او من الذين وضعوا انفسهم اوصياء على دينك وفكرك ومسيرتك او المزعجين الغوغائين بصراخهم ..فيوم عرفة ليس بجديد على المسلمين بمعرفة ماذا يتم العمل به للتقرب الى الله .. ولن يتمكن كائن من كان ان يأتي بجديد في الإسلام فقد اكتمل ديننا واسلامنا قبل ان يختار الله رسولنا ليكون جواره.
إن موضوع لقاءك مع الله هو علاقة فردية فلا تستهين بنفسك وتظن من تقرأ وتسمع لهم هم الأفضل وأن اصحاب العلم والدعوة لا تُرد لهم دعوة .. فرب دعوتك تُستجاب قبل هؤلاء .. كلنا خلق الله وتحت رعايته وقد تكون انت الأقرب الى الله من كل مفتي في الديار الإسلامية كلها وانت الأفضل من كل العلماء والذين تعتقد انهم اكثر تقرب.. فموضوع علاقتك مع الله ليس غزارة علم او صراخ وازعاج او تخويف وإرجاف او اغتصاب قداسة وتعظيم انسان .. بل هي علاقة التذلل واليقين والظن بالله ان يحقق لك بطاعته ما ترجو من غير هؤلاء ببساطة كلمتك ورجائك من الله .. لن تضيع دعوتك عند الله بكل زمان ومكان واذا لم تتحقق في مسيرتك فسوف تُحفظ لك لاحقا وسوف تجدها في يوم تتمنى رحمة صغيرة ويأتيك خير الله من جوانب عديدة.
لا تلتفت لكائن كان لتستعين به بلقاءك مع الله فتضيع بين هذا وذاك من كثرة ما يعرضون .. فأنت الأقرب والأصدق منهم جميعا اذا رغبت ان تنافس في التقرب الى الله لتكون الأقرب .. فكل من تستمع لهم اضعف ان يحققوا لك ما ترغب لأنهم يطلبون ما تطلبه وقد تحصل من الله على طلبك قبل هؤلاء لأن لقاءك يكون يقينا وظنا بالله ظنا متيقنا من الإجابة .. لا يخدعوك بكلمة تذكير لأن قبولك بالتذكير يعني انك كنت غافلا وهم الذين لا يغفلون .. كن مع الله واترك كل هؤلاء وكأنهم غير موجودين ولم يسبق ان استمعت لهم .. لا جديد بالإسلام فكن مع الله وجها لوجه واترك كل هؤلاء .. واعلم رب عبد في كوخ في ادغال افريقيا يرفع يديه لله فتُستجاب دعوته وكأنه من عباد الله الصالحين المخلَصين فوق جبل عرفات بينما يعيش وتحيط به صحراء فقال يارب بصوت ذليل متيقن بظنه بالله .. فيقول له الرب نعم ياعبدي.
فكن مع الله ولا تشغل نفسك والآخرين بتصيّد الرسائل واصوات الصراخ والعويل فلا جديد في الاسلام فأنت الأقرب من كل هؤلاء اذا رغبت ان تكون.
للتواصل مع الكاتب www.talnuzha.net