
كل إبتلاء في حياتنا ليس مجرد صدفة أو عبث بل خلفها تدابير محكمة يحتويها اللُّطف الإلهي من كل جانب فقد يتأخر الشفاء والعطاء ليصلنا في وقته المناسب لأن الله أعلم منا بمواطن إسعاد قلوبنا فاسأل الله الخيرة دائماً وأن نظن به خيراً ولا نتعجل فكل قدر ياتي من الله خير.
عن صُهيب بن سِنان الرومي -رضي الله عنه- مرفوعاً: «عجَبًا لِأَمر المُؤمِن إِنَّ أمرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لِأَحَد إِلَّا لِلمُؤمِن: إِنْ أَصَابَته سَرَّاء شكر فكان خيرا له، وإِنْ أَصَابته ضّرَّاء صَبَر فَكَان خيرا له».فاقول في العُرّف دائماً، يسأل أغلب الناس عن المريض وأحواله، لكن هل فكر أحد منا في أن يسأل يوماً ما عن أحوال من يهتم بالمريض..وتعرف عن مشاعره ونفسيته، وكيف يتدبر أمره في ظل تغير أسلوب حياته كلياً؟ فأقول بكل معاني المعاناة، أهل المريض في حالة إستنفار والمهتمون به هم في قلق وقلة الراحة والإرباك بحيث ينسون أنفسهم وهم يتفانون في خدمة مريضهم وتأمين الراحة له، ومؤمنين بقدر الله. وفي نفس الوقت معذرون لأنهم يتعرضون لضغط نفسي وجسدي كبير.
ليس سهلاً على المرء أن يصف ما يصيبه من مشاعر أثناء الاعتناء بمريضه في العائلة، سواء كان المريض إبن أو بنتاً، التي هي أغلى ما في الحياة. بالنسبة إليّ، فقد عشت معاناة حسية ووجدانية عندي وعند غيري، ولمست الحزن بعينه. صحيح أن المريض هو الذي يتألم بشدة، لكن الشخص الذي يعيش معه ويرعاه يتألم أكثر ويأمل من الله الشفاء العاجل، فقد أصبح شغله الشاغل هو مريضه،، اللهم أشفي كل مريض،، وأخيراً مذكراً، على أهل المريض أن يصبروا على مرض ابنهم أو إبنتهم صبراً جميلاً مهما طال مرضه،وأن يعلموا بعظيم الأجر والثواب الذي رتّبه الله على صبرهم، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد رتّب الأجر لمن أُصيب بالبلاء، فقد رتّب عظيم الأجر كذلك لمن عاونه وصبر على صبره وتحمّل ما يلقى من عناءٍ في سبيل ذلك، يُذكر أنّ صبر المريض على مرضه صبر المضطر، لكنّ صبر الأهل على مرض إبنهم صبراً اختيارياً يُكتب لهم الأجر بإذن الله تعالى، ولاننسى الحديث الذي جاء عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه متفقٌ عَلَيهِ.
وأسأله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين اللهم امين.
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.co