بين الفينة والأخرى تحبط هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ، العديد من محاولات تهريب المخدرات ، وقبل فترة قريبة أحبطت الهيئة ” محاولة لتهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون بلغت 14,976,000 حبة، وذلك بعد العثور عليها مُخبأة في إرسالية وردت إلى المملكة عبر منفذ ميناء جدة الإسلامي ” ، ووفقا لبيان الهيئة فإن الارسالية وصلت ” إلى المملكة عبارة عن “آلة لصناعة الكُتل الخرسانية” قادمة عبر ميناء جدة الإسلامي، وفي أثناء إجراء عملية الكشف والمعاينة على الإرسالية، عُثِر على تلك الكمية من الحبوب مُخبأة في تجويف الآلة بطريقة فنية “.
ولم تكن هذه المحاولة هي الأولى ولن تكون الأخيرة أيضا ، فشبكات تهريب المخدرات تستهدف المملكة منذ عقود مضت ، وهذا ما تنبهت له الدولة منذ نشأتها الأولى فكان نظام كيفية التداول بالجواهر المخدرة الصادر عن 1345 هــ ، خطوة لمحاربة هذا الداء وتأكيد على حرص الدولة لحماية المجتمع من آفة المخدرات ، كما شكل قرار مجلس الوزراء رقم 11 الصادر عام 1374 هــ والقاضي بتحديد عقوبة المهرب ومساعده والمروج ومستعمل المخدرات ، إشارة انذار لكل مهرب ومروج ومستعمل ، وهناك نظام مكافحة الاتجار بالمواد المخدرة في المملكة العربية السعودية المعمول به بموجب الأمر السامي الكريم رقم 4/ب/966 وتاريخ 10 / 7 / 1407 هـ المتضمن قرار هيئة كبار العلماء رقم 138 وتاريخ 20 / 6 / 1407 هـ، وكذلك قرار مجلس الوزراء رقم 11 لسنة 1374 هـ ، والذي يفرق بين المهرب والمروج والمتعاطي.
ورغم ما أصدرته الدولة من أنظمة لحماية المجتمع من آفة المخدرات فلازال مهربو ومرجو المخدرات يمارسون أعمالهم في التهريب ، بهدف زعزعة الاستقرار والأمن الذي نعيشه ، ولم تكن عصابات تهريب المخدرات هي من يسعى لذلك ، فهناك دول تسعى لزعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة ، من خلال تعاونها مع مهربي ومروجي المخدرات بهدف تدمير الشباب ، غير أن تدمير الشباب الذي يخططون له لن يحدث بإذن الله ، فلدينا حكومة حريصة على حمايتهم أكثر من حصر اسرهم ، وهذا ما نراه متمثلا في مركز استشارات الإدمان ، وهو مركز متخصص في استشارات تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية ، ويقدم خدماته المجانية لطالبيه ، والمتمثلة في الاستشارات الاجتماعية والنفسية والطبية والقانونية والإجرائية المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ويستهدف المتعاطون ومرضى الإدمان ، أسر متعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية ، الأخصائي الاجتماعي والنفسي (غير المتخصص) ، الأطباء (غير المتخصصين) ، العاملون في مجال التوعية المتخصصة في مجال الإدمان.
ولم تحصر الدولة ـ رعاها الله ـ دورها في معاقبة المهربين والمروجين والمتعاطين ، بل حرصت على معالجة المدمنين من خلال ” برنامج الدعم الذاتي في المملكة العربية السعودية ، الذي بدأ أولى نشاطاته عام 1413هـ في مستشفى الأمل بالرياض والدمام، واستهدف البرنامج مساعدة المدمنين على المخدرات الذين تلقوا علاجهم في المستشفى على عدم الرجوع إلى المخدرات”.
وتبذل المملكة جهوداً حثيثة في مكافحة المخدرات والحد من أضرارها وخطورتها على الفرد والمجتمع، وتقدم المديرية العامة لمكافحة المخدرات منظومة متكاملة من الأعمال من خلال البرامج التوعوية المتنوعة بين عقد المحاضرات وتنظيم المعارض، وعرض الرسائل التثقيفية بمختلف الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة لتكوين الوعي الاجتماعي لدى أفراد المجتمع كافة، وتفعيل الإعلام الرقمي الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر شريحة من المجتمع للتعريف بأضرار المخدرات وسبل الوقاية منها.
وتستثمر المديرية العامة لمكافحة المخدرات المناسبات في إقامة حلقات النقاش تضم متخصصين للتوعية من المخدرات لإيجاد تكامل وطني فعال للتحذير من المخدرات ومواجهتها.
للتواصل مع الكاتب للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com