اليوم الوطني الثاني والتسعين للمملكة العربية السعودية،الذي صاف في عام1351هجري الموافق 1932م وهو اليوم الذي تمت تسمية هذا الكيان الشامخ بالمملكة العربية السعودية،وقد سبقه توحيد الجزيرة العربية في عام1345 الموافق1926م على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، الذي بدأ عمله بتوحيد الجزيرة بفتح الرياض عام1319الموافق1902م ومن قلب الجزيرة العربية انطلق الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.
في إستعادة ملك ابائه واجداده الذين حكموا الجزيرة بكل عدل وانصاف ومساواة مابين الجميع، واستتباب الامن والعيش في استقرار منذ الدولة السعودية الاولى التي اسسها الامام محمد بن سعود رحمه الله في الدرعية عام1177هجري الموافق للعام الميلادي1744م كذلك قيام الامام محمد بن سعود رحمه الله بمناصرة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الحركة الاصلاحية التي كان مضمونها العودة الى كتاب الله الكريم وسنة نبيه الامين صل الله عليه وسلم.
بعد ان عادت الجزيرة العربية الى الجاهلية الاولى بسبب عدم الاهتمام بالعلم والتعليم الشرعي مع انتشار البدع والخرافات والشرك وعدم وجود الامن والاستقرار حيث كان الاحتلال والاستعمار العثماني لايهتم بهذه الامور من جهة مع استمراره بما ورثته الجزيرة وعدد من البلاد العربية من الدولة الفاطمية العبيدية التي ادخلت كل هذا للاسلام من جهة اخرى.
كانت هذه هي اهداف المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي قام بتوحيد الجزيرة العربية تحت راية الاسلام والعود للقرآن والسنة وسلف هذه الامة، مع تحقيق الامن والإستقرار وتعليم وبناء الانسان والاهتمام بصحته، بعد ظهور العديد من الامراض ست سنوات بدأت الجزيرة العربية بعد توحيدها في تحقيق الاهداف السامية من امن واستقرار وعلم وعلاج الانسان، ثم الاعلان التاريخي بتسمية هذا الكيان بعد توحيده بالمملكة العربية السعودية تحت الراية الخفاقة الخضراء التي تحمل شهادة التوحيد (لااله الا الله محمد رسول الله) التي لم ولن تنكس مطلقاً.
مع الاستمرار في تحقيق كافة هذه الاهداف مع هذه الدولة الفتية التي ابهرت العالم باسره منذ تاسيسها الى يومنا هذا، ومع اكتشاف النفط في عام1932م بدات عملية البناء في كافة ارجاء البلاد بانشاء الطرق البرية والموانئ البحرية والمطارات لربط المملكة بالعالم،وانشاء المدارس ثم الجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية في جميع انحاء البلاد، واصبح بناء الإنسان وتتعليمه يسير جنباً الى جنب مع بناء البلاد، التي كانت تسابق الزمن بشكل لم يكن له مثيل في التاريخ،حتى عمت النهضة في شتى المجالات كل مكان من البلاد،مع الاهتمام بالوحدة العربية من خلال مشاركة المملكة في انشاء جامعة الدول العربية.
كذلك الاهتمام بجميع البلاد الاسلامية والمسلمين لتحقيق التضامن الإسلامي،والاهتمام بالمسلمين في كل مكان من انحاء العالم، وذلك بانشاء رابطة العالم الاسلامي في ام القرى مكة المكرمة، ثم انشاء منظمة التعاون الاسلامي في مدينة جدة عام1970م ومناصرة كافة القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين، واغاثة كافة الدول الاسلامية عندما تتعرض لاي طارئ، وبعد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه جاء من بعده ابنائه البررة يكملون ماقام به والدهم،وهم الملوك: سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله رحمهم الله جميعاً،حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان حفظهما الله.
وهانحن نعيش حالياً رؤية2030التي اطلقها صاحب السمو المكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله،نعيش مع بداية تحقيق هذه الرؤية المباركة بانتظار ماسوف يتبقى منها،لذلك فإن جميع ايامنا طوال العام ماهي الا ايام وطنية، لما نلمسه من تقدم وازدهار وامن واستقرار ورخاء بحمدالله،وعدم التاثر باي احداث في العالم حيث ان قيادتنا الرشيدة تسعى دائماً وابداً الى الوقوف تجاه اي حدث عالمي مثل جائحة كورونا والحروب والقلاقل في العالم، دون ان تتاثر بها البلاد باي حال من الاحوال،كذلك نجحت في انهاء كافة التحديات وما تواجه البلاد من اي عدو او حاقد او حاسد او ماجور،مع عدم الالتفات للحملات الاعلامية المغرضة واطلاق الشائعات والاكاذيب.
وبالفعل ياجبل مايهزك ريح رغم وجود الاعلام الجديد المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي الذي لم يكن له اي تاثير سلبي تجاه كل هذا بحمد الله وتوفيقه، لتسير قافلتنا برعاية الله سبحانه وتعالى دون ان تهتم باي نباح او اي اصوات وابواق ليعود صدها اليها، ومن ناحية ثانية يصادف هذا العام الهجري1444 مرور مائة عام على دخول مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم في العهد السعودي اثناء توحيد الجزيرة العربية، وكان ذلك في21جماد اول من عام1344الموافق5ديسمبر1925م.
حيث وافق الامام عبدالعزيز طيب الله ثراه على شروط الصلح مع اهالي المدينة المنورة بعد ان نقله ذلك اليه كلاً من الشريف ذياب ناصر ومصطفى عبدالعال، وكتبه الشيخ عبدالله القين وصالح رفة رحمهم الله وذلك في المدينة المنورة بعد وصول الامير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله الى المدينة المنورة،ليتسلمها سلماً بدون حرب ،ويصبح اول امير للمدينة المنورة،مع الجدير ذكره ان المدينة المنورة سبق لها الدخول في عهد الدولة السعودية الاولى في عهد الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله،وقد عاشت من ذلك الوقت المدينة النبوية المنورة تاريخاً حديثاً ليس له مثيل،فما تحقق في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام خلال هذه المائة عام لايمكن حصره الا من خلال العديد من الكتب التي تحكي كل هذا التطور في كل مجال.
مع التطلع نحو المستقبل والرؤية المباركة2030 في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما،لتصل المدينة المنورة الى ابعد ما يتوقعه اي انسان،بقيادة اميرها حالياً الامير فيصل بن سلمان ونائبه الامير سعود بن خالد الفيصل حفظهما الله.
لتصل الى حاضر ومستقبل مشرق مزدهر بعد ان يتحقق في سنوات قليلة ما يتحقق في قرن من الزمان في بقية انحاء العالم، بمشيئة الله وتوفيقه الدائمين.
للتواصل مع الكاتب aymanzahid@hotmail.com