(جلسة مع متقاعد )
للأسف الشديد اننا نفتقد أحياناً في كثيرٍ من مجالسنا ثقافة الحوار وقد نحاط بعدم الرضا ونحن نستمع فيها لأحاديث مليئة بثرثرة لا جدوى منها في مواضيع ليس لها اي فائدة ، والأكثر من ذلك مانشاهده او نسمع عنه من جلسات بعض الزملاء المتقاعدين من العمل وخصوصاً القيادين منهم ليحتكر الحوار كله لصالحه مبتدئاً بالتحدث عن نفسه ، يليه الحديث عن بطولاته او مواقفه المشرفة وماذا قدم للغير او كيف ساعده حسب قوله دون التعرض لذكر اي اخفاق واجهه خلال مسيرته.
بعض هولاء المتقاعدين ممن ابتلى الله بهم خلقه إما كاذباً أو مصاباً بالزهايمر او ربما يتوقع أن اكثر من يستمع له هم من الأغبياء.
كان الشغل الشاغل لبعضٍ منهم وهمَّهم الوحيد العمل لصالح انفسهم ولأبنائهم عن طريق كسب الملايين بين مشاركة تجار في الخفاء او بيع وشراء مُخالف للنظام مستغلاً منصبه من خلال الكرسي الذي يجلس عليه ، وبحسبه بسيطة وسهلة يمكننا معرفة رصيده قبل الكرسي و بعده الذي اصبح اضعاف مرتبه خلال ال٤٠ عاماً حتى لو لم يُصرف منه ريال واحد.
ايها المتقاعد سواءً كان ماكسبته حلالاً او حراماً فأنت ستسأل عنه أمام الله ولكن ليس من المنطق ان تستعرض بطولاتك الكاذبة في كل مجلس امام الناس ،حتى وإن كانت بعض تلك البطولات صادقة فلا مانع ان تذكر بجانبها سلبية واحدة.
المشكله الكبرى أن معظم المستمعين لهؤلاء المتقاعدين يعلمون صدق الحديث من كذبه ولكن ليس لديهم الرغبة في الرد عليه حياءً منه او احتراماً لِكبره ،مما يجعله يستغل سكوتهم والإستمرار في إكمال عرض مسلسله التركي الطويل.