يحرص الإنسان أن لا يخسر شيئا مما امتلكه أو حصل عليه، سواء هذا الشيء ماليا أو مكانةً، أو شيئا معنوياً، ودائما كل شخص يألف بمن حوله كسكن أو زملاء أو أو، فعندما يُطلَب منه الانتقال إلى مكان آخر، يرفض ذلك الطلب في أول الأمر؛ ظنا منه عدم تأقلمه مع الجديد، وعندما يعزم ويتوكل يتفاجأ بجو جميل وزملاء أجمل، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أسوة حسنة، فهاجر إلى المدينة وهو كاره، فظهر نور الإسلام من المدينة المنورة، وقويت شوكة الإسلام فيها، فنادوا بالصلاة بعد أن كانت تؤدى سرا؛ بل بدأت الغزوات من ثاني سنة بعد الهجرة، وكم من القصص التي سمعناها من تجار لم يكتب الله لهم الرزق في مكان مولدهم وعزموا بعد التوكل على الله بالانتقال إلى مدن أخرى وفتح الله لهم الرزق، قال تعالى : (ليسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ(. البقرة / 198.
حدثني أحد التجار أنه لم يكسب ريالا واحدا في مدينته، مع التنوع في التجارة، وقرر بأن ينتقل إلى مدينة أخرى تبعد عن مدينته مئات الكيلوات وفتح الله عليه.
الماء عندما يسكن يفقد صلاحيته، وعند جريانه يصبح صالحا للشرب والاستعمال آخر قصة عايشناها، هي مع المعلمين حيث استحدثت وزارة التعليم سلما جديدا يتضمن رتب المعلمين ويستوجب على كل معلم أن يتقدم بطلب للترقية بعد تحقيقه شروطها، ليترقى في السلم بين الرتب الجديدة، كثير منهم سمع فصدق مقولة: ابق على رتبة (معلم ممارس)؛ بحجة سهولة حصول كل معلم على درجة ٥٠؛ لكي تستمر العلاوة السنوية، فكثير من المعلمين حصل في اختبار الرخصة المهنية للمعلمين درجة تؤهله أن يحصل على رتبة معلم متقدم ويتمتع بمميزاتها، وخوفا مما يردده الطرف المحبط لم يتقدم، والبعض تقدم وحصل على رتبة معلم متقدم أو معلم خبير، وتمتع بالمميزات من علاوة الترقية وغيرها. وعندما فات الأوان أصبح ينتظر مع الآلاف من زملائه لكي يترقى؛ رغم تغير الشروط والمعايير إلى الأصعب بعد أن كانت في متناول الكثير.
اغتنم كل فرصة تتهيأ لك فالفرص لن تتكرر بنفس المميزات، طبعا أقدم بعد الاستخارة والاستشارة و دراسة أسوأ الاحتمالات المتوقع حدوثها. فإذا لا تؤثر على حياتك الدينية والدنيوية سلبا، فاعزم وتوكل على الله سبحانه، فلن يخيب من وكله أمره ” فمن يتهيب صعود الجبال: يعش أبد الدهر بين الحفر”.
للتواصل مع الكاتب 0503066322