بقلم – أحمد صالح حلبي – مكة المكرمة
تبرز لدى الحاقدين الحاسدين مؤشرات تحمل بين طياتها كلمات مغلفة بغطاء جميل في شكله قبيح في مضمونه مليء بالسموم التي تسيء للإنسان ، والمشكلة ليست هنا ، بل في كون من يبث سموم الحقد والكراهية والحسد من يدعون أنهمم أكاديميون متعلمون، فيقف من يتحدث منهم عن الجاحظ ، وهو لا يعرف إن كان شاعرا أو فارسا ، فيصاب المتلقي بحالة من غليان الدم ، خاصة حينما يعرف أن من يتحدث هدفه الإساءة ، وهنا لابد للفرد أن يصبر ، ففي الصبر مقاومة للضغط .
وقال متخصصون أنه لكي تقاوم الضغوط فعليك بالصبر فهو “ يساعد على التخفيف من الإجهاد الجاسم على الأعصاب حيث يقل إفراز هرمونات التوتر (الأدرينالين) و(الكورتيزول ) وبالتالي تسترخي العضلات وتتسع الأوعية الدموية وينخفض ضغط الدم ويقل معدل ضربات القلب وتتحسن وظائف جهاز المناعة فينتج الأعداد الكافية من الخلايا التي تحمى الجسم وتقضى على الجراثيم وتقاوم الأمراض المختلفة فيعيش الفرد حياة سعيدة هادئة ويتمتع بالصحة وطول العمر”.
وان كان المتخصصون قد أشاروا إلى الصبر كحل أمثل فان الحق تبارك وتعالى قد أشار في أكثر في موضع إلى الصبر قال تعالى : ( فاصبر إن وعد الله حق) وقال تعالى ( وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) وقال تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقال تعالى ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (2280 )
وقيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال :التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .
وقال ابن القيم : “ فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه “ انتهى. “ زاد المعاد “ ( 4) 195
أ فبعد هذا نقف حائرين خائفين عما ابتلينا به أم نفوض أمرنا إلى الله ونصبر على ما ابتلينا به من محن؟.
قال الشاعر :
جزى الله الشدائد كل خير
وإن كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها إلا لأني
عرفت بها عدوي من صديقي
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com