
أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بمناسبة يوم العلم السعودي: إنَّ مِن فَخِيم النِّعم؛ نِعْمَةَ علَم وطَنِنا المفدَّى، الذِي لَا يُضَاهَى ولَا يُضارَع، المُتفرِّد بِكلمَة التَّوحِيد الخَالِصَة، الوَضِيء بالعقِيدَة الربَّانِية، المُتلألِئ بِاسْم نبيِّنا خَير البَريَّة، المُتضوِّع بالرِّسالَة الخَاتِمة الشُّمُوليَّة العَالِميَّة، الرَّائِد فِي إحْكَام عُرَى الأُخوَّة الدِّينِية وَالإنسَانِيَّة، المُتمايِز بِالأصَالةِ الإِسلَامِيَّة وَالتَّأريخيَّة، المُعبِّر عَن حضَارتِنا وخصُوصيَّتنا الثَّقافِية وهويَّتنا الوَطنِية، المُشِع بِمنهَاج المَملَكة العَربِيَّة السُّعودِية، واعتِزازِها بالإسِلَام دستُورًا وبالشَّريعَة المُحمَّدِية، جاء ذلك في كلمته والتي نصها الآتي:
بِسْم اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم
الحَمدُ لِله المَالك الملِك الوهَّاب، المؤيِّد بالعزِّ والتَّمكِين أُولِي الصَّلاح والألبَاب، رفَع شَأو كلَّ موصُولٍ بوحدَانيتِه، وسَمَق حُظْوة عُصبَة دينِه، وآزَر مُتَّبِع شَريعتِه، ونَكَسَ مُخادِن مُخالفَتِه وكُفرِه، وَالصَّلاة والسَّلام عَلى صَفِيِّ ربِّه، المُعلَّى ذِكرُه بِذكِره، المُوفَد بالنُّور إِلى كُليَّة خَلْقِه، وعَلى آلِة وصَحْبِه وإِلْفِه، صَلاةً وسَلامًا، مَا همَع ودْق مِن سحُبه، ورَبا نبْتٌ فِي غرَسه. أمَّا بَعد.
فَإنَّ المُستقرَّ عِند أهلِ الإدْرَاك، أنَّ خُلْدَ النِّعمة بشُكرِهَا، واضْمِحلالَها بكُفرهَا، ولِذا كَان مِن آدَابِ النَّفسِ فِي الشَّريعَة تَذكيرُها بنعَم الله؛ امتِثالًا لِقَولِه سُبحانَه:
﴿ ﯘ ﯙ ﯚ﴾ [إبراهيم:5]؛ لِتعلِيم النَّاس تَعظِيم أَيَّام نِعم اللهِ علَيهم، وَليقُوم ذِكر النِّعمة مقَام مُعاهدَتها()، وَلا يَرتَابُ كيِّس مَا نَنْعم بِه مِن جَلائِل النَّعمَاء في بِلادنَا الحَبِيبَة، المَملَكة العَربِية السُّعودِية، حَيث مَهوَى أَفئِدة الأنَام، المَسجِد الحرَام، ومُهاجَر المُصطَفى عَليه الصَّلاة والسَّلام، فأنَّى اتَّجهت تَجد سِياج التَّوحيد مُحكمًا حَاميًا، وشَرْع اللهِ مُستَمسَكًا حَاكمًا.
وإنَّ مِن فَخِيم النِّعم؛ نِعْمَةَ علَم وطَنِنا المفدَّى، الذِي لَا يُضَاهَى ولَا يُضارَع، المُتفرِّد بِكلمَة التَّوحِيد الخَالِصَة، الوَضِيء بالعقِيدَة الربَّانِية، المُتلألِئ بِاسْم نبيِّنا خَير البَريَّة، المُتضوِّع بالرِّسالَة الخَاتِمة الشُّمُوليَّة العَالِميَّة، الرَّائِد فِي إحْكَام عُرَى الأُخوَّة الدِّينِية وَالإنسَانِيَّة، المُتمايِز بِالأصَالةِ الإِسلَامِيَّة وَالتَّأريخيَّة، المُعبِّر عَن حضَارتِنا وخصُوصيَّتنا الثَّقافِية وهويَّتنا الوَطنِية، المُشِع بِمنهَاج المَملَكة العَربِيَّة السُّعودِية، واعتِزازِها بالإسِلَام دستُورًا وبالشَّريعَة المُحمَّدِية.
فَلقَد سطَّر علَمنا جوهرًا أَحاطَ جِيد وَطَنِنا، فَصَاغَ عِقدًا نَظِيمًا بَينَ أَبنائِه مِن الوَحْدة الوَطِنِيَّة والمُجَانسَة والمُصَاهَرة والائتِلَاف، والسَّمع والطَّاعَة مَنشطًا ومَكرهًا، وَالتَّناصُر وَالحَمِيَّة وَالاصْطِفاف، وقَهْر اللُّد الغَاشِم المُتَربِّص، ونَبْذ التشَرذُم وَالاخْتِلَاف، وَبَحبُوحَةِ عَيشٍ وظُلَّة مَأمَنٍ إِيلَاف، فِي طَلعَة مُونِقة سَائِرة مَضرَب الأمثَال، وَمُبتغَى الآمَال.
وَ فِي الدُّنا علَمنا بَيرقُ التَّوحِيد خَفَّاق أَبيٌّ لَا يُنكِّسه الأَسَى مُشمَخِرٌّ صَامِد، يَدعُو مُرَفْرِفًا إلى الدِّين الحَنيفِ وهَديهِ، ويُنيرُ سَبِيل الحَقِّ مِن مَنافٍ شَاهِق، ويَجلُو الظَّلَام بشُعَاعِه ويُغِيظ المُكَابِر والحَاسِد، ويَبْسُطُ فَحْواهُ بِالإخِاء والتَّعايُش والسِّلم والسَّلام والغَوثِ للخَصِيم الشَّاطِّ والوَدِيدِ المُقارِب، يَهفُو نَحوَه كَلِيم شَعبٍ فَيفِيه نَاصِرٌ قَائِد، حضَارَة التَّوحِيد مِقدَام كُل حضَارَة، وكفَى بَيرَقُنا حَضارَة عَلى وَحدَانيَّة اللهِ شَاهِد.
وَلَونُه الخُضْريُّ آيَة تَنعُّم وَنَماء، وَرغِيد عَيشٍ فِي أمَان، ومِخْصاب أَرضٍ، ومِن كُل حِسَانِ الخيرَات حَاصِد، يَد خَضَاره مَمدُودَة غَدقًا عمَّت الأوطَان لا يَطمِسهُا جَاحِد.
وسَيفُه المُصْلَتُ البتَّار دَلِيل سِيادَةٍ، وقُوةُ حَزمٍ، وإقَامَة عَدْلٍ، وقَرِينُ صَلابَةٍ، وشِدَّة بأسٍ، وعِمَادُ قُوةٍ، وإقسَاطُ مَقهُورٍ، ولِكُلِّ غِرٍّ مُستأسِد جَسُورٍ عَلى الدِّين والوَطنِ مَاحِق.
فعَلمٌ هَذِه مَآثِره ومَفاخِرُه، ألَا حَفِيٌّ بِالاحِتفَاء بِيومِه؟! وجَدِيرٌ في نُفوسِ المُواطِنين غَرْس نَفاستِه وقِيمَته وقيَمِه؟ وَلا سِيَّما النَّاشِئة؛ لِيشْكُروا اللهَ عَلى جَليلِ هِبَته، ولِيُوفُوا هَذا العَلم حقَّ حقِّه، فِي إيمَانٍ واتِّباع صَادِق لمضمُونِه، وَحبٍّ للوَطنِ والمَليكِ والعَلم، وذَودٍ عَن المُقدَّسات والمُقدَّرات والمُنجزَات، مُردِّدينَ بِلسَانِ الحَال وَالمقَال: اللهُ أَكبرُ يَا مَوطِني، عِشتَ فَخرَ المُسلِمين، عَاشَ المَلكُ للعَلم والوَطن.
أَفَاضَ اللهُ عَلى بِلادِنا عَمِيم الخيرَات، وحَفظ خَادِم الحَرمَينِ الشَّريفَين، وسُمو وَلي عَهدِه الأمِين، وَنفَع بِهما البِلَاد والعِباد، وَخلَّد عَلينَا الأمْن ووَرِيف الظِّلال، وَحَقَّق مَنشُود الرُّؤى فِي أَخيرِ حَال، وَأعْقبَ بِالمسرَّة كُل مُنقلبٍ ومَآل، إنَّ رَبِّي سَميعٌ مُجيبٌ كَبيرٌ مُتعَال.
وَصلَّى اللهُ عَلى النَّبي شَريفِ المَحتِد، وَعَلى آلِة وَصَحبِه وَسلم