
قال الله تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ).
جعلنا الله شعوبا وأجناسا وعائلات مختلفة حتى نتعارف و نتواصل ونتآلف، قديما من سنوات عدة مضت كنا نتواصل من خلال الهاتف الأرضي، نسأل عن بعض وكان ذلك يسعدنا كثيرا، ثم ظهر البيجر النقال حتى نصل إلى بعض على وجه السرعة، ثم تطورت التقنيات وظهر الهاتف النقال بأبسط امكانياته، كنا نفرح عندما تكتمل الرسالة النصية الواردة من صديق أو قريب، وربما سجلناها في مفكرة من أجل الاحتفاظ بهذه المشاعر الجميلة، وعندما تطور الهاتف النقال، وأصبح له العديد من الامتيازات حتى نصل إلى بعض على وجه السرعة بالصوت والصورة حدث عكس ما نرجوه، ضعف التواصل وقل السؤال عن الحال والأحوال، ليس هذا فقط بل أصبح الهاتف النقال وما فيه من مواقع التواصل الاجتماعي التي من المفروض أن تعزز التواصل الاجتماعي سبب للتفاخر والتباهي الاجتماعي، و أصبح ما يعرض على هذه المواقع من أجل التفاخر والتباهي بالمال والبنو.
وكأن لسان حالنا يقول (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )، وليس هذا فحسب بل سبب للوشايات والادعاءات الباطلة قال الله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وأصبحنا ندخل هذه الصفحات ليس من أجل التواصل والتقارب بل من أجل تتبع الأخبار والحسد وانتشار الغيبة والنميمة، كم من العلاقات الاجتماعية انقطعت وكم من البيوت تفككت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي بل مواقع التقاطع الاجتماعي، قال الله تعالى: ( يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ).
علينا إعادة النظر في التعامل مع هذه المواقع ونشر الوعي الاجتماعي بين الشباب والفتيات في كيفية التعامل مع هذه المواقع، فهي سلاح ذو حدين فالنجعلها آداه نافعة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( هل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )، وعجبتني عبارة تقول : ( الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلما فهو يضيء أمامك الطريق دائما)، وليكن شعارنا نتواصل لنتآلف.
للتواصل مع الكاتبة انستقرام samham1399