إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
كل يفخر بتراثه وموروثه يتغنى بأصوله وعروقه، من كانت لديه ملكة الكتابة كتب الأبيات والقصيد ومن لم يسعفه قلمه أسعفته ذاكرته بقصص الفخر والتمجيد..
فما أجمل الفخر إن كان في موضعه خلق وحسن جوار… وما أسوأه إن جانبه الحق والصواب… فهو لايتعدى كونه موروث بالي ينتظر العقل المستنير للقضاء عليه ووأده.
لم يكن لأحد الخيار إنما خلقنا وهؤلاء أباءنا وأجدادنا ومن خرج لهذه الدنيا بلا أصل له ولا حسب، فلا موروث يتغنى به ويمجده ففي عرف المجتمعات ولد ليموت من لوعة الفقد دون فقد، فقده لحق الحياة..
خرج من ظلمات ثلاث إلى ظلمة ليس عنها خلاص إلا بقوة تحيطه قوة الصبر على البلاء والابتلاء بمجتمع غلب عليه تحكيم الموروثات البالية على تحكيم العقل والمنهج الرباني، فأصل التفضيل والكرامة ماذكره الله في كتابه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) إنها التقوى…
فلا فرق بين غني ولا فقير ولا أبيض ولا أسود
قال تعالى:(لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن)
ولعلي أقف متسائلة عن هذه الموروثات هل قيدتنا؟
هل أصبحت ممنهجة لكل فعل نقوم به وكل أختيار نختاره؟!
وهل التزمت بالحلال والحرام أم هو تقديس وتمجيد دون مقياس شرعي؟!
أم دخل فيه حكم العيب ( ايش يقولوا عنا الناس) ليصبح رضى الناس مقدم على رضى رب الناس!
الموروثات منها ماهو خير فنلتزمه ونورثه إلى الأجيال جيل بعد جيل ومنها ماهو شر فنبغضه ويجب علينا اقتلاعه من جذوره بأي طرق التغيير شئت، فكل تغيير سيحارب وينتقد في البداية ومع الوقت سيجد القبول والتأييد.
رسالتي كن قائدا لحياتك مؤثرا فيها ولا تبقى رهينا لموروثات باليه إسأل وتعمق في سبب وأصل كل عادة وموروث واجعل المنهج الرباني الحكم الفصل لكل منها.
ولعل أختم بقصة لامراءة كانت تقطع رأس السمكة عندما تقليها و لما سألتها بنتها عن السبب قالت أمي كانت تفعل وعندما سألت الأم والدتها قالت كان الوعاء لا يتسع للسمكة فكنت أقطع رأسها!!
للتواصل مع الكاتبة انستقرام: etiquette_gh